رأي الداخلة نيوز… هل دخل الدب الروسي كلاعب أساسي في قضية الصحراء..؟؟ وماهي أسباب ذلك..؟؟

رأي الداخلة نيوز

تفاجئ الصحراويين، والمغاربة عموما، والعالم أجمع، من تدخل الدب الروسي في الوقت بدل الضائع قبل المصادقة على قرار جديد لمجلس اﻷمن الدولي حول الصحراء، وطي هذا الملف كالعادة إلى أبريل من السنة القادمة.

حدث كل هذا واستغرب الجميع من الموقف الروسي المفاجئ.. لكن العارف بخبايا اللعبة الدولية بشكل جيد، يدرك أن “بوتين” لن يترك “ماكرون” أولا و”ترامب” ثانيا، يتحكمون بكل راحة في ملفات دولية شائكة دون أي معارضة، وبأغلبية أعضاء مجلس اﻷمن الدولي، وإمتناع روسي عن التصويت فقط.

فإعادة ترتيب اﻷوراق بعد تدخل حلف “الناتو” في ليبيا، أجبر الروس وأعطاهم درسا قاسيا، يمكن تلخيصه في نقطة وحيدة، هي أن نفوذ روسيا الدولي أصبح في خطر كبير، ومفاصلها حول العالم ستضرب ضربا وذلك تباعا وفق ماهو مخطط له مسبقا.

لكن الدب “بوتين” وثعلبه “لافروف”، تدارسا الوضع جيدا، من أجل إيجاد الطريقة التي ستدافع بها روسيا عن حلفائها مستقبلا، وفي خضم تلك المرحلة تفاجئ العالم كله بما حدث في سوريا، ليقرر الجيش الروسي التدخل وبشكل مستعجل دفاعا عن نظام اﻷسد، وضمانا لعدم تكرار ما حدث في ليبيا.

ذهبنا بكم بعيدا قرائنا الكرام، لكن لكل ذلك هدف، فالسياق الدولي له دوره الكبير والمؤثر جدا فيما يخص قرارات مجلس اﻷمن حول الصحراء. و وسط هذه الأجواء وكما يعرف الجميع حدث ما حدث مؤخرا في سوريا من ضربات جوية، واتضح جليا أن حلم الغرب في سوريا لم يمت بعد، لتقرر روسيا الخروج من التكتل الدفاعي السياسي، نحو الهجوم السياسي الشامل الذي قد يكون متهورا مستقبلا.

فلم تجد هذه الأخيرة، من سبيل لضرب الفرنسيين والأمريكان، سوى خلط الأوراق في قضية الصحراء والدخول على الخط عبر دعم الحليف الجزائري بكل قوة، وجعل القضية الصحراوية كباقي قضايا العالم، مجرد عملة مقايضة بين كبار اللعبة، فإن هم تفاهموا مرة الأمور بسلام، وإن لم يتفاهموا تركت الأوراق تختلط وحينها سيحاول الجميع ترتيبها من جديد، كلا وفق أهدافه ومصالحه.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
هل يملك الروس القدرة على الإستمرار في هذا الموقف الجديد..؟؟
أم أن المنطقة حكر على الفرنسيين ولا يمكن لغيرهم خلط أوراق اللعبة بها متى يشاء..؟؟

هذه التساؤلات تحيلنا دون شك على موضوع مهم، يتمثل في أن السيناريو الخطير والذي يبقى مستبعد في الوقت الراهن على الأقل، هو عدم تفاهم القوى الدولية قبل يوم الثلاثاء القادم، لأن حينها ستصبح “المينورسو” خارج الخدمة قانونيا، وتفتح المنطقة على ألسنة النيران وأعمدة الدخان، التي لا يرغب أي طرف في إشعال فتيلها إدراكا منه بأن الدخول في حرب جديدة، هو أشبه بدخول غرفة مظلمة لا يمكنك التكهن بما في داخلها.

ختاما فإن القادم من اﻷيام، سيكشف دون شك عن قرار أممي جديد حول الصحراء، يوجد حتما بين طياته توضيحات حول الكاسب والخاسر من هذه المعركة التي يبقى ما يحدث الأن ليس سوى مجرد جولة البداية بها.

شاهد أيضا