afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

هل علم شبابنا بهذا يا ترى..؟؟

الداخلة نيوز: حمدي سامو

                إعتمدت ساكنة الصحراء في نمط عيشهم على عدة أمور، وذلك لتنظيم تعاملاتهم وتسهيليها فيما بينهم و مع التجمعات الأخرى…

               و هكذا فقد كان للإنسان البدوي مهارة راقية في التعامل مع بني جلدتهم من جهة و مع الأخر من جهة ثانية.. وقد فرض عليه طابع البداوة ضرورة إبتكار ألية للتعايش مع المحيط من دون تضييع لهويته و خصوصيته… و حتى ممتلكاته.. ولذا فقد إخترع “لوسيما” بالنسبة للغنم حيث باتت كل عائلة في هذا التجمع لها “أوسمة” خاصة…

              أما بالنسبة للإبل فكانت لكل مكون قبلي علامته الخاصة فتنوعت، و تعددت حسب المكونات القبلية بالصحراء.

               و موازاة لهذا فقد ظهرت علامات دلالية خاصة موازية لهذا وهو مربط الفرس في موضوعنا هذا.

               إذ كانت لكل قبيلة صحراوية “أحسنة” حلاقة مميزة لها فهذا يحسن “يحلق” أبنائه الذكور بالحلاقة التي يصطلح عليها محليا “العرف”، وذلك ب “الكطب” و الأخر ب “الشك” وهو حلق نصف الرأس الأيمن و ترك النصف الأخر…

               أما البنات فكن يحلقن ب “الزكرارة” و “التبيب” وذلك تيمنا منه بطول العمر، و السلامة للمولود الجديد.

              و بالتالي فكل ما رأيت حلاقة “حسانة” أبناء خيام قبيلة إلا و ميزة قبيلتهم، بدون أن تسأل عن مكونهم القبلي و ظلت هذه الحلاقة أو ما يعرف محليا “التحسان” سائدا إلى عهد قريب بل الأكثر من هذا أن البعض منا لازال متمسكا بها إلى اليوم، إيمانا منهم بحتميته و أخذه كفأل حسن…

              عندما لجئ أهل الصحراء إلى المدن اختفى هذا النوع من الحلاقة… و ذلك لما بات يفرضه  التماشي مع مواكبة العصر. 

              بيد أن الملفت للنظر هو شبابنا اليوم الذي عاد وبشكل ملفت للنظر، و متفاوت إلى هذا النوع من “الحسانة” فهذا يحلق رأسه بالعرف وتلك ب ” التبيب” وذلك إيمانا من الجميع أنه إمتطوا موجة العصرنة مع كبار الرياضيين، و المغنيين الغربيين حسب رؤيتهم.

              في حين أننا سبقناهم كقبائل صحراوية لهذا التمييز وهذه الموضة التي يفتخرون بها اليوم… فقد كان الفضل لنا في ظهورها منذ النشأة. لكن السؤال الذي يبقى مطروح هو:
ألم يعرفوا أن الغربيين الذين يقلدونهم إنبهروا بحضارتنا، و مميزاتنا التراثية، وصاروا يحاكونها..؟؟
هل علم هؤلاء الشباب يا ترى، أنهم عادوا إلى أصالتهم بشكل فجائي..؟؟
إلى متى وشبابنا تائه، بين عولمة غير مجدية… و تقليد أعمى لكل ماهو أجنبي..؟؟

شاهد أيضا