الداخلة نيوز: محمد سالم الزاوي
الفوبيا بتعريف الأخصائي في علم النفس الأمريكي إدموند بورن في كتابه :” الإكتئاب و الفوبيا” هي حالة الخوف الكبير و المستمر من أشياء أو أشخاص أو نشاطات أو ما إلى ذلك . و يشرح العالم المذكور الفرق بين الخوف الطبيعي و الفوبيا من خلال ظهور أعراض الخلل التي تصحب الفوبيا و هي بمثابة تعبيرات عن رغبة كبيرة غير معقولة لتجنب موضوع الخوف أو مهيجه. و الصحراويفوبيا إنما أخذت سلبية معناها من كون المصابين بهذه الحالات بالمغرب إنما يحيدون بعنصريتهم المفرطة ضد الناطقين بالحسانية من أبناء الصحراء و شيطنتهم من باب رغبتهم الغير معقولة في تجنب جرائمهم في حق الأرض والإنسان الصحراوي الذي يخيفهم، و يعجزهم مقارعته بالطرق العقلية و الحضارية. أو حتى تفنيد ما يحكى في المحافل الدولية من إستنزاف خيراته وإقصائه من الإستفادة منها.
لقد خرج علينا قرن الفساد بالداخلة هذه الأيام رافعا لواء التشكيك والتلفيق. وملوحا بيافطات “الإنفصال” والعمالة وخدمة أجندة أعداء الوحدة الترابية. وتلك لعمري يابسة قديمة يلوذ بها أشياع خدمة العداء للوطن كلما حاصرهم طوفان الحقائق والدلائل بأن أعمالهم خارجة عن نطاق القانون وضاربة في عمق العبثية الخلاقة بالدولة والشعب والملك.
إنها حرفة جديدة قديمة يحترفها نخاسة صكوك الوطنية لإخراس الأفواه الناطقة بالحسانية كلما أزهقت باطلا أو أظهرت حقا. لإيهام المغاربة بأن الصحراويين جميعا مجرد أشباح تمثيلية لعبد العزيز “المراكشي” أو “البوزبال” كما يعشق سماسرة العنصرية بأن يصفوه.
“الإنفصاليون الجدد” ليسوا كما تعودناهم بيننا تلك الطبقة الناقمة على المخزن وإدارته لملف الصحراء. وليسوا تلك الطبقة المتمردة سياسيا على مقدسات الدولة بفعل التفقير والتهميش والظلم الإجتماعي والإقتصادي. ولكنها طبقة جديدة تتنطع بين أفخم الفنادق بالمغرب النافع وتهوى حب الإرتزاق ومطاردة الأظرفة الصفراء في الصحراء التي لا تعرف عنها غير جولات جمع الغلة للدفاع عن المفسدين وأستغلال المشكل السياسي بالمنطقة لتغويل أعدائهم في أعين الدولة والأجهزة الامنية.
الإنفصاليون الجدد كما لا تعرفونهم من قبل هم فئة متشبعة بالفكر النازي عبر طموحها الكبير في تفكيك اللحمة الوطنية. وتفريغ “التمغربيت” الوطنية من محتواها. بإعتبارها ذلك الإرث الجامع لكافة المغاربة بمختلف ثقافاتهم ولهجاتهم وأعراقهم. فكما يبدو أنهم يعملون في صمت على التمويه وإحاكة ثوب المواطنة على مقاسهم كلما أحسوا بفوبيا ضرب مصالحهم المفترسة مع أرض الحقائق والارقام والأدلة المفزعة التي تثبت ضلوعهم في مجازر ضد البيئة والإنسان إقتصاديا وإجتماعيا. لذلك يحاولون في كل مرة تسديد ضربات إستباقية يروضون معها تقارير الاجهزة الإستخبارية المحابية لهم أصلا في جهاتنا الصحراوية لتنزع رداء الوطنية عن المارقين عن رمية محاباة الفساد خصوصا إذا تعلق الأمر بقطاع مفخخ كقطاع “الصيد البحري”.
إن المتتبع لما يحدث من تحركات فلكية لأشباح ملك الكوطة المفتوحة وحليفه في الحرفة. ليجد تناقضا بارزا بين ما يدار في أروقة الفنادق الفخمة وما يدور في أرض الداخلة المتأزمة. ليلفي محصلة تلك الأفعال تصب في منحى وحيد يحاول معه جمع “الإنفصاليين الجدد” إستنباط فوبيا العنصرية إتجاه الصحراويين والركوب على قضية الصحراء لتغويل موقع “الداخلة نيوز” خصوصا بإعتباره مقتفيا لخط الرابوني وخطابات قيادتها الشائخة كما وصفنا بذلك منظم الدورة. وهو أمر يجافي الصواب والمنطق ويجعلنا نخشى من مطالبة “البوليساريو” غدا بحق الصحراويين في تنفس الأوكسجين لنجد هؤلاء يحاربون المطالبين بهذا الحق في الداخل بحجة أنه مطلب معادي لوحدتنا الترابية.
إن من مميزات الإنفصال الجديد أنه يضرب سمعة المغرب في الخارج ويتماهى مع الخطاب الداخلي ليتصنع الوطنية الخداعة ويواصل مشروعه الهدام في حق الصحراء ومشروعها التنموي. ولا أدل على ذلك من ضربات الإتحاد الأوروبي الاخيرة التي كان من أكبر أسبابها أمثال “محمد الزبدي” صاحب 12 عاملا صحراويا وسط قرابة 1400 عامل مستقدم من آسفي ومدن أخرى. ولعل ذلك مربط إصرار الطرف الأوروبي الذي ألح في أكثر من مناسبة على مسألتين هامتين كمدخل لأي إتفاق : ” إحترام حقوق الإنسان وإستفادة الساكنة”. وإذا ما أعتبرنا المسألة الاولى شأنا داخليا تحاول الدولة معالجتها عبر عديد المؤسسات الوطنية المهتمة بهذا الجانب. فإن قضية إستفادة الساكنة الصحراوية من خيراتها. تعد مسألة ألح عليها كذلك جلالة الملك في خطابه الاخير بالعيون. وبالتالي فإن أكبر خادم اليوم للمشروع الإنفصالي هو من يحاول الإلتفاف على ثروة هائلة من مداخيل الريع في قطاع الصيد البحري. ويجند 12 عاملا صحراويا يتقاضون مرتبا هزيلا لا يناسب أصغر عامل في إدارة معمله الضخم.
إن الإنفصال ليجد قوته اليوم أكثر من أي وقت مضى في تعاطف الشباب العاطل عن العمل والملازم لقارعة اليأس والتمرد النفسي على الدولة. كما يجده في معدلات الفقر والبؤس الإجتماعي خاصة في أغنى جهات المغرب سمكيا “الداخلة”. ومن ثم فجل التقارير السوداوية التي يتناولها نواب أوروبا بتعاطف كبير يكفي الإستدلال فيها بمعامل “محمد الزبدي” ومن هم على شاكلته من مدللي وزارة المستر “أخنوش” وكارثته “زكية الدريوش”.
إن تجنيد “محمد الزبدي” بضعة صحراويين جمعويين وكذا نائبا برلمانيا من أبناء المنطقة لحربنا كما يفعل ليحارب أي نصر لبلادنا داخل مجلس أوروبا التشريعي. لهو أكبر خدمة للإنفصال كذلك. لأن تصنع حكايات الألف منصب ومنصب وما جاور ذلك من قصاصات “يتقاضون 1000 يورو في الشهر” لم تعد تنطلي على حمير “إمليلي”. فالاحرى أن تنطلي على نائب أوروبي تصله فظائعكم بالصوت والصورة والمستندات. بل يكفيه صور الشباب في المقاهي. ولائحة عمالك وموظفيك وحجم إراداتك ليقتنع أن ما في الجبة صفر من الصحراويين.
ختاما لقد بات واضحا أن الإنفصالي الجديد أكثر خطورة على الدولة من الإنفصالي الحقيقي. فالاخير لا يداري قناعاته ويخرج لعداء الدولة “عيني عينك” دون تمثيليات، تمثيليات نجد البعض من نجومها يتصنعون اليوم الوطنية وخدمة ملف الصحراء داخل فنادق كاملة النجوم بعيدا عن أرض وساكنة خالية من النجوم بفضل جشع مدللي “أخنوش” الذين باتوا محط أنظار العالم ومصدر نقمته ضد المغرب وسياساته بالمنطقة.