هل أصبحت ‘لوبيات السردين’ تُهدد السلم الإجتماعي بالداخلة ..؟
الـداخـلـة نيــوز:
أحدث اللقاء الذي عقده وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول ‘أزمة مصيدة السردين’ مؤخرا، شرخاً كبيراً بين التمثيليات المهنية التي تنتمي للمصيدة الجنوبية C، و ممثلي صنف الصيد الساحلي، التي يبحث اصحابها عن موطئ قدم لمراكبهم في المصيدة الجنوبية.
فبدل أن يقف وزير الصيد البحري، على المسافة نفسها بين التمثيليات المهنية، الممثلة للصيد الساحلي صنف السردين، وممثلي أرباب مراكب ومعامل السمك السطحي، لحلحلت الأزمة، وانهاء حرب التصريحات التي اشتعلت بين المُعسكرين، تمادى الوزير في الانصياع لــ’ذراعه الأيمن’، وعقد لقاء تبنت فيه التمثيليات الحاضرة فقط، سلسلة من المُقترحات راعت فيها مصالح مراكبها، دون استشارة أهل الدار، وبالتالي فرض الأمر الواقع على ساكنة جهة بأكملها ومصيدتها دون الاكتراث للعواقب..!!
قطاع الصيد البحري، الذي يُعد الركيزة والمحرك الأساسي لإقتصاد وتنمية جهة الداخلة وادي الذهب، ومن منا لايتذكر كيف مرة أيَّّامٌ عجافٌ على اقتصاد الداخلة وساكنتها، بسبب الضغط على مصيدة الأخطبوط، ومن تلك اللحظة لم يعد هناك استعداد لتجربة فشل جديدة، عبر فتح الطريق أمام المراكب لاستنزاف مخزون الأسماك السطحية الصغيرة، الذي يعاني بدوره، كما صرح بذلك مدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالداخلة.
فعاليات حقوقية ومهنية، أكدت للداخلة نيوز أنها ستعلن عن ميلاد جبهة للتصدي لمراكب الإستنزاف، وسط حديث كبير حول ضرورة العمل بشكل واضح من أجل ضمان استدامة موارد الجهة البحرية، ويجب وضعها فوق اي اعتبار، وان استغلالها يجب أن يرتكز على أسس علمية في المقام الأول، وأن يستفيد نسيجها الاجتماعي من عائدات هذا الإستغلال، وينعكس ذلك على التنمية السوسيو-اقتصادية، وإحداث فرص الشغل والاستثمار، بعيدا عن اقتصاد الريع والمصالح الشخصية ‘الضيقة’.
وزارة الصيد البحري، عليها العمل بجدية لمنع “الإنزلاق نحو الهاوية”، والإستفادة من العِبَر والتجارب التي عاشها القطاع بالجنوب، قبل نفاذ الوقت، وأن لا تجعل المصيدة الجنوبية، مجالاً رعويا للسفن والمراكب لتصول وتجول على مواردها السمكية دون فائدة تذكر، وفتح المجال بالتالي لـ’أطراف سياسية’، تصطاد في ‘المياه العكرة’، وتتربص وتُهدد الإستثمار بالمنطقة.