رئيس المجلس البلدي : الإيجابيات والسلبيات

الداخلة نيوز:

سيدي صلوح الجماني او شيخ المترشحين الذي اسال الكثير من المداد وطرح العديد من التساؤلات حتى قبل ان تبدأ الإنتخابات بسنوات فكيف الان ومعركة الإنتخابات الجماعية على الأبواب، فهذا الرجل الذي نكن له كشخص الإحترام والتقدير الواجب في حق الشيوخ، لم نكن نترصد الوقيعة له او ضده وإنما نمارس النقد من باب مسائلة الناخب للمنتخب عن سنين طوال من ثقة موضوعة في هذا الأخير تحمل فيها مسؤولية شأنٍ عام الأجدر فيه انه تكليف وليس تشريف لصاحبه، فبعد مقالاتنا السابقة والتي نبشنا فيها غباراً عظيماً ظن أهل السوء من المتداكين على نهب المال العام وقواد سباق شراء الذمم في الإنتخابات القادمة أننا من الأقلام المأجورة التي تسبح في تيار الأظرفة الصفراء لضرب البعض والتغادي عن اخرين، فبلدية الجهة ظلت ولا تزال قطب الرحا في تسيير الحواضر المغربية وذروة سينامها في حجم الميزانيات العامة ولا غرابة ان يكون تركيزنا عليها نابع من باب الإحساس بعظيم مسؤوليتها اتجاه المدينة وصيانتها وتنميتها والرفع من جماليتها.ولعلنا كأبناء للداخلة بتنا نشعر بالغبن الخفي على التغير الذي تشهده مدينة مثل العيون في حين ان حجم ميزانيتها لا يتعدى النصف من ميزانية بلدية اغنى جهة في الجنوب.

وحيث سردنا فيما فات من مقالات حصيلة سنوات جمة من سوء التدبير والتسيب الذي طبع عمل إحدى اضخم البلديات مالياً بالمغرب، نغوص اليوم في نقاط إيجابية واخرى سلبية لا نستطيع بخس رأس المجلس حقها أمانة في وضع النقاط على الحروف وتبيان الخصال لأصحاب اليمين والشمال.

 

ايجابيات رأس المجلس :

 

استقطاب الأقليات : لا ينكر إلا الجاحدون أو من في قلبه مرض ان الرئيس الحالي لبلدية الداخلة يعد أول رئيس يضع في مجلسه أعضاءاً من ألوان قبلية متعددة يطغى عليها أبناء الأقليات في الجهة، وهو أمرٌ محمود داخل جهةٍ وسمت لسنوات بألوان الأغلبية القبلية بها، ولعل أمراً من هذا النوع يحسب للرجل خصوصاً إذا علمنا أن من بين تلك الأقليات رجل من أبناء البشرة السوداء وهو الفصيل العرقي الأقدم ربما حسب قصص المؤرخين بالجهة، والذين عانوا لسنوات من نظرة المجتمع الدونية والإقصائية رغم ما يمثلونه من وزن عرقي داخل المجتمع الصحراوي والمغربي عموما، وللإشارة فإن ما ألاحظه شخصياً ان هناك اقصاءاً وطنيا لهذه الطبقة المجتمعية وقد نذر عبر تاريخ الحكومات المغربية ان تجد وزيراً اسوداً او والياً من ذوي البشرة السوداء، وهو الأمر الذي استطاع رئيس المجلس تجاوزه ودعم أفرادٍ من طبقات وألوان عرقية وقبلية متنوعة.

 

الإنضباط العملي : لا يفوت المتتبع لأمور مجلس البلدية وعمله ان هناك أنضباطاً منقطع النظير طبع عمل بعض الأقسام التي سادها التسيب وربطت العنكبوت حبالها على ابوابها منذ ما قبل مجيئ الرئيس الحالي، ولعل من بين تلك الأقسام قسم تصحيح الإمضاءات الذي بات اكثر صرامةً في العمل وانضباطاً في التوقيت.

 

المشرف على اهم الإصلاحات : لا يسعنا ان نغلق اعيننا عن حجم الاصلاحات البنيوية والمشاريع التنموية التي طبعت عمل مجلس البلدية بقيادة رئيسه الحالي، فمجمل تلك الإصلاحات وما تلاها من مشاريع تنموية على ردائتها وسوء تدبيرها، إلا انها تبقى الأولى من نوعها منذ رئاسة اول مجلس بلدي عرفته مدينة الداخلة، ولأن الجديد يجب ما قبله في نظر المواطن البسيط فتلك قسمةٌ عادلة وجب علينا التنويه بها لرئيس بلديتنا المحترم.

 

سلبيات رئيس المجلس :

 

غياب التنظيم الحزبي : إن أبرز مؤاخذتنا على رئيس بلدية الجهة هو غيابه عن تنظيمٍ حزبي جهوي يأطر من خلاله المواطنين ويضع نفسه في قبال إنشغالاتهم وتساؤلاتهم عبر هياكل حزبية متعارفٌ عليها داخل كل التنظيمات الحزبية. ولعل ذلك ما يجعلنا نرفع القبعة الف مرة لمجهودات رئيس بلدية العيون الذي لا يضيع جهداً في تأطير ساكنة جهته وضمهم لهياكل حزبه حتى ملك البحر والبر في اكبر جهات الصحراء. 

 

غياب الديبلوماسية والحنكة السياسية : 

لازلت أتذكر اليوم الوحيد الذي قصدت فيه رئيس مجلسنا البلدي في مكتبه الفسيح سائلاً عن شأنٍ عمومي أحتاج الإجابة عنه، يومها لم أكن أحسب ألف حساب الى المستوى غير المسؤول واللاأخلاقي الذي قابلني به رئيس البلدية رفقة زملائي ، فلا الرجل أجابنا بعقلية السياسيين ولا تعابيره كانت توحي بردة فعل الدبلوماسيين التي يطبعها الهدوء وبرودة الأعصاب. يومها أستنتجت أن الزائر للسيد الرئيس في مكتبه كمن يزوره في منزله الشخصي وليس لمؤسسة من مؤسسات الدولة التي تسع الجميع وملكٌ للجميع.

 

غياب التواصل مع الساكنة : لا شك ان احد أخطاء رئيس البلدية الفادحة إنزواءه في محيطه الخاص دون ان يفتح صدره واذانه لشكوى الساكنة وانتظاراتها، ولعل غياب تنظيم حزبي مهيكل بالجهة لحزبه “الحركة الشعبية” يعد احد الأسباب إضافة لمزاجه الشخصي المتشنج دوماً، وهو ما جعله محط أنتقاد واسع من ساكنة الجهة.

 

السياسة المرگانية : تقوم السياسة المرگانية نسبةً “لفلم مرجان احمد مرجان للممثل المصري عادل إمام” على سيادة المال ولغة “الشكارة”، وهي سياسة إحتكارية تنظر للجميع كبضائع وسلع تشترى وتباع، وهي نفس السياسة التي ينهجها رئيس البلدية معتبراً ساكنة الجهة مجرد سلعٍ موسمية يمكن قهرها بسياط المال و “تدويرة” ما بعد التصويت. وهو الأمر الذي لم يستطع رئيس بلديتنا للآسف تقبل فواته زمنياً على الأقل في وقتنا الحالي، رغم ما يشاع لديه من كتلة ناخبة خصوصاً بحي الوحدة .

 

ختاماً تبقى لرئيس مجلسنا البلدي إيجابياته وسلبياته على أمل أن يراجع سلبياته الكثيرة التي ستكون حتماً سبباً في تهجيره من حدود الجهة. وقد أعذر من أنذر.

شاهد أيضا