الداخلة نيوز: هسبريس
لا تزال مجموعة من الشباب تخوض اعتصاما مفتوحا أمام مسجد الشيخ ماء العينين الأثري بمدينة السمارة منذ 19 غشت الجاري، مطالبين بترميم المعلمة الأثرية التاريخية للعاصمة العلمية بالصحراء.
وطالبت جمعية السلام لحماية البيئة والتنمية المستدامة بمدينة الداخلة جميع مكونات الشعب المغربي بصفة عامة، والصحراويين على وجه الخصوص، بالوقوف إلى جانب الشباب المعتصمين مذكرة بـ”المكانة الكبيرة التي تحتلها شخصية الشيخ ماء العينين نظرا لكونه مؤسس العاصمة العلمية للصحراء بمدينة السمارة وقائد رايات المقاومة بها”.
وأشارت الجمعية في بلاغ لها إلى المكانة والحظوة التي ينالها الشيخ ماء العينين لدى مؤسسة إمارة المؤمنين، حيث قال الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه في حفل تسمية فوج الضباط لسنة 2007 :” …وقد قررنا إطلاق اسم المجاهد الكبير والعلامة التحرير الشيخ ماء العينين أكرم الله مثواه على فوجكم باعتباره الرمز الشامخ لجميع قبائل الصحراء المغربية ورعايانا الأوفياء بها في مقاومتهم الصامدة للأطماع الاستعمارية”.
واستنكر البلاغ الإهمال الذي يطال الموروث المادي والإنساني الذي تركه الشيخ الرمز، حيث لازالت زاويته ومسجده بمدينة السمارة يعانيان من جميع أشكال التهميش والاحتقار ومتروكان عرضة للتدنيس. ويتجلى هذا الإهمال في كون المعلمة التاريخية لم يُرصد لها أي مشروع يهدف لترميمهما وتحسين وضعيتهما منذ استرجاع الإقليم إلى حاضنة الدواة المغربية، رغم مناشدات ومراسلات قيم الزاوية على مدار ستة عشر سنة” .
وفي المقابل تحولت باحة المسجد لمرآب دراجات نارية وهوائية وسيارات وتحولت جميع مرافقه إلى مراحيض ومكب للنفايات تحت مرآى ومسمع السلطات المحلية دون أي تحرك جدي، ثم طال الظلم باقي الأراضي المحيطة بها و التابعة لها والتي كانت بها مساكن قديمة حيث قامت الثكنات العسكرية القريبة بالترامي عليها دون وجه حق بل وإمدادها بالكهرباء وتحويلها إلى سكن وظيفي.
وأعلنت جمعية السلام لحماية البيئة والتنمية المستدامة بالداخلة تضامنها مع الاعتصام الذي يخوضه الشباب و استنكارها للإهمال الذي يطال هذه المعلمة التاريخية بالصحراء المغربية، والذي من شأنه طمس الهوية الصحراوية وتدمير ذاكرتها وتراثها الأصيل والحقيقي المتمثل في معلمة مسجد الشيخ ماءالعينين التي أُنشئت سنة 1898 للميلاد على ضفاف وادي سلوان بحاضرة السمارة بسواعد أبناء هذا الوطن.
واعتبر البلاغ أن هذا الإهمال هو بمثابة “اعتداء سافر وغير مقبول وجب التصدي له ووقف هذا التواطؤ الفاضح محليا بين وزارة الداخلية و المؤسسة العسكرية في التنكيل بالذاكرة الصحراوية” مع تحميل “المسؤولية التامة عن هذه الأعمال لوزارة الداخلية”.
إلى ذلك، سبق للقيم على الزاوية، العلامة محمد الأمين حفيد الشيخ ماء العينين، وهو أحد أحفاد مؤسس الزاوية، أن عزا سبب الإهمال، في لقاء سابق مع هسبريس بمدينة السمارة، إلى كون المعلمة التاريخية الحمراء لم يتم تزويدها بالرعاية الكافية، وقال في ذات اللقاء “ها أنت جئت عندي الآن ولم تشرب ولو كأس شاي، في الماضي كان هذا المكان موئلا للكرم، يُكرم فيه الطلبة والعلماء والزائرون من كل بقاع العالم الإسلامي، من يزودها الآن؟ وزارة الأوقاف؟ وزارة الداخلية أم العمالة؟ لا أحد يزودها الزاد الكافي لتقوم بدورها كما كان عليه الحال في الماضي؟”.
وأضاف بانه منذ 16 سنة وهو موجود بالمكان، وأرسل رسائل خطة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وذهب للمندوب في مدينة السمارة، وجلس معه يومين وطالبه برقم الإرسالية ولم يستطع أن يسلمه له.
ويضيف المتحدث: ” ذهبت إلى الرباط واتجهت إلى وزارة الأوقاف وسجلت الرسالة في الوزارة وانتظرت شهرا وكتبت رسالة أخرى إلى الحاجب الملكي بالقصر وأمتلك التوصيل بأنهم توصلوا برسالتي، وكاتبت وزير الداخلية باعتبارها هي المشرفة على المغرب وسمعته في المجالين الديني والسياسي، وبعد مرور ثمانية أيام كتبت رسالة للسيد العامل الإقليمي على الإقليم، وتسلمت توصيلا من العمالة. اش عندي ما ندير؟



