كما عاينت جريدة “الداخلة نيوز” صباح اليوم الخميس 09 يوليوز الحالي حادثة مأساوية تسببت بها الصفقات العمومية الفاشلة و التي حذرت منها جريدة “الداخلة نيوز” في أكثر من مرة ، هذه الصفقات التي تؤكل لمقاولات ليس له من أنظمة الحماية و سلامة العمال سوى رغبتها الثابتة في الربح المادي ولو على حساب أرواح البشر.
و تعود فصول الحادثة إلى سقوط عامل بأحد حفر “الصرف الصحي” أثناء محاولته نزع بعض الأشياء التي كان هو و أصحابه يحاولون بها سد تلك الحفرة من أجل إصلاح عطل كان حاصلا في “شبكة الصرف الصحي” ، و أثناء سقوط العامل حاول أحد رفاقه إنقاذه و لكن كان الأوان قد فات لأن الغازات السامة الموجودة بالحفرة خلصت العامل بسرعة البرق أما الثاني فلقي مصير رفيقه الأول لأنه لم يتحمل أن يرى زميله في العمل يموت أمامه و سقط هو الأخر في الحفرة لتتكفل به تلك الغازات السامة التي خلصت على زميله.
و أثناء محاولات رفيقهم الثالث من أجل تدارك الأمر و إنقاذ رفاقه ، سقط هو الأخر لكن تم إخراجه من الحفرة بعد حضور “الوقاية المدنية” و نقل الثلاثة إلى المستشفى ، إثنان ميتان و الثالث وضع له الأكسجين ليموت لاحقا هو الأخر، هذه الكوارث و هذا الإستخفاف المبالغ فيه بأرواح البشر يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى من أعطى لهذه الشركة مسؤولية ليس بإستطاعتها تحملها، و كذلك الإهمال الكبير و لامبالاة التي تتعامل بها الإدارة الوصية مع العاملين الذين لا حول لهم و لا قوة ، لأنهم بين أمرين أحلاهما مر فإما الموت داخل تلك الحفرة أو أن لعنة المدير ستلاحقه و ستطردهم من العمل لأنه لم يمت داخل تلك الحفرة المظلمة.
جريدة “الداخلة نيوز” كانت قد تطرقت في وقت سابق لأبشع أنواع الإستغلال الذي يمارسه أفراد يتحملون مسؤولية ليس لهم من الرحمة سوى ما لدى فرعون ، فمن الأجور المتدنية للعمال إلى ساعة العمل الطويلة التي قد تتجاوز 12 ساعة في اليوم الواحد ، كلها أساليب و ممارسات تجسد بالملموس و بشكل كبير بشاعة هؤلاء المسؤولين أصحاب العقول الديكتاتورية.
فكان الله في عون العامل و المواطن البسيط الذي يتحمل كوارث أصبحت تزين شوارع الداخلة بشكل شبه يومي لكن هذه المرة تجاوزت كل حدود المعقول لأن أرواح البشر مقدسة و فوق كل إعتبار ، جريدة “الداخلة نيوز” تتقدم لعائلات الضحايا بأحر التعازي متمنين من المولى عز و جل أن يتغمدهم برحمته الواسعة ، و يعين عائلاتهم و أبنائهم على الصبر في المصاب الجلل.


