الداخلة نيوز:
تحدثنا في مقالنا السابق عن الأقطاب السياسية الثلاث الكبرى فضلا عن التيارات السياسية الأخرى و التي بدأت في الاصطفاف و التكتل في أفق الاستحقاقات الانتخابية القادمة بمدينة الداخلة.
و تناولنا بشكل متواضع من وجهة نظر شخصية نقاط القوة و الضعف لدى تيار السنبلة ممثلا في شيخه و راعيه صلوح الجماني.
التيار الثاني و الذي لا يقل عنه قوة هو تيار الاستقلاليين بزعامة السياسي و رجل الأعمال العصامي محمد الامين حرمة الله المدعوم بقوة من طرف منسق الجهات الجنوبية الثلاث حمدي ولد الرشيد و لوبي الصناعيين و وحدات تجميد السمك و الباطرونا بالداخلة و على رأسهم رجل الأعمال و الملياردير محمد الزبدي.
صعود نجم الاستقلاليين بالداخلة سيكون مع الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2007 و فيما بعد الانتخابات الجماعية لسنة 2009، حينها كان الحزب يضم تحالف من ثلاث أضلاع : محمد الامين حرمة الله، الشيخ أعمار و حمى اهل بابا.
استطاع “الموازنية” كما يحب أهل الداخلة تسميتهم في إرساء قواعد ممارسة حزبية جديدة هي الأولى من نوعها بالمدينة تقوم على تفعيل هياكل الحزب و دوره في التأطير السياسي للقواعد الانتخابية لا يضاهيها في ذلك الوقت و إن بشكل أقل إلا عمل الكتابة الاقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
لكن سرعان ما عرف هذا الأخير انتكاسات قوية كان البعض منها داخلي و الآخر خارجي أفقدت الحزب بريقه و أضعفته من الداخل، لعل أبرزها انشقاق كل من الشيخ اعمر و حمى اهل بابا عن الحزب و التحاقهم بحزب التجمع الوطني للأحرار تمهيدا للمشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2011.
حمدي ولد الرشيد لم يكن ليغفر للشيخ هذه الخطوة التي اعتبرت في ذلك الوقت انحيازا لتيار الهمة في حربه ضد آل الرشيد، و التي كان من تداعياتها انفجار أحداث اكديم إزيك و ما تلاها من أحداث أخرى شهدتها مدينة الداخلة.
ساهمت هذه الأحداث مجتمعة في تراجع إشعاع الحزب على الأقل على مستوى دائرة الداخلة، لتنتعش بذلك آمال محمد الامين حرمة الله و تخلو له الساحة من أجل التحكم في جميع مفاصل الحزب و التفكير في خارطة طريق جديدة تعيد بعث الروح فيه من جديد.
فكان الانفتاح على الباطرونا و لوبي الصناعيين الذين يبدو أنه لم يعد يرضى بلعب دور هامشي أو على الأقل التفكير في طريقة تمكنه من حماية مصالحه الاقتصادية من خلال ضمان صوت مسموع داخل المجالس المنتخبة.
من أهم نقاط قوة حزب الاستقلال قدرته التنظيمية و دينامية منسقه فضلا عن هيمنته الكبيرة على عدد من المجالس المنتخبة خاصة بإقليم أوسرد، و التي ستمكنه من الظفر خلال الانتخابات القادمة بعدد من المقاعد المخصصة للجهة بإقليم أوسرد.
غير أن تسرع الاستقلاليين في الاعلان عن تسمية وكلاء لائحتي البلدية و الجهة و منح تزكيات لمرشحين وافدين و إقصاء مناضلين للحزب بتوصيات و إملاءات من خارج الجهة لإنتخابات الغرف المهنية، كلها خطوات ستساهم في بروز انشقاقات محتملة داخل الحزب، ستفقده لا محالة اللحمة المطلوبة لخوض الاستحقاقات القادمة و التي ستكون بلا شك حامية الوطيس.
مراد محمد الأمين
يتبع….



