الداخلة نيوز:
حكاية شيخ الكرسي الدائم حكايةٌ يكثر فيها اللجبُ واللغط، بطلها شيخٌ ثمانيني جاء من أقصى السمارة يسعى لمكانٍ يقيه شر الغربة السياسية في مدينة لم يحكمها يوماً غير أهلها الأقدمين، فأوته فنادق الداخلة شهوراً طوال حتى أنشب مخالب أمواله في أظلاع ناخبيها ليتقلد شأنها العام في أهم جماعاتها “بلدية الداخلة”. حكاية شيخ الكرسي حكايةٌ يغلبها طابع التسلط والتفرد بمقاليد الحكم وتعيين الحاكمين فلا تكاد تجد لبطلها ذكرى أو عبرة إلا من خلال ما يتداوله الناس عن محيطه وأزلامه، أين يذل الحرُ ويخيب المتأمل ويُصدم المكذبُ، فلا ترى الناس يجمعون على مدحه إلا أنقلبوا لذمه بعد أن راعهم فعل الشيخ في مريده.
حكاية شيخ الكرسي حكايةٌ تنتهي أطوارها بحرب الإقتراع أين يندحر المغلوب وينتشي الغالب ويزيد أرتباط الشيخ بمعشوقه “الكرسي” ويسير التدبير سير “الكارثة” كما كان في سنوات ظلم البلدية السابقة. حكاية شيخ الكرسي حكاية تدور فصولها بين منزل فخم على ضفاف الوادي ومعبدٍ بلدي مسيج بالأتباع ورؤوس التملق، فلا يكاد يجد المواطن البسيط زعيم الحكاية حتى ينقلب عليه بمزاجه الدائم التشنج.
حكاية شيخ الكرسي حكاية تنتهي بنزالٍ إنتخابيٍ بين الشيخ وخصومه من أقزام الإنتخابات في مسرح حي الوكالة الذي بين يدي ناخبيه ضمان الكرسي من عدمه، فيصرعهم الشيخ بفضل مزايا المال والتسهيلات الضريبية وعطايا الأعياد والمناسبات، ليفهم القارئ في نهاية فصول الحكاية أن مربط فرس الكرسي في حي الوكالة. وأن الشيخ المكابر لن يبرح كرسيه الدائم الرئاسة حتى تجهز عليه الدنيا أو يصعد جيلٌ ثالث من ساكنة الوكالة لا يهتمون بالجيوب بقدر أهتمامهم بالعقول المترشحة.
هذا نص حكاية شيخ الكرسي نصٌ تغلب عليه حبكة العدمية السياسية وفلتات المناصب التمثيلية القاضية على أمل الساكنة في التغيير للأبد.
ختاماً كما تبين صورة الحكاية محاربين سياسيين يوجهون رماحهم نحو شيخ الكرسي الدائم دون ألتفاتة شعورٍ منه نحوهم. لكن خلف تلك الرماحِ رجلٌ حكيمٌ من حكماء السياسة وأشدها خبرةً في رسم مخططاتها ولج حزب الإستقلال في الوقت البديل وسيزعج حتماً مقام الشيخ في الوقت القاتل. هذا إن لم تأتي الرياح بصاعقةٍ مفاجئة من باقي الأحزاب، وهذا أضعف الإحتمالات.


