ملاك القوارب المعيشية
الـداخـلـة نيــوز:
في الوقت الذي يسير فيه شباب مدينة الداخلة ملاك القوارب المعيشية ، نحو المصير المجهول، في محاولة لإثبات الذات وإقرار الهوية، والبحث عن بديل يحفظ لهم كرامتهم وعيشهم الكريم، بعد أن فقدوا الثقة في كل شيء.
في الوقت ذاته تجد لوبيات تعبث عبثا شديداً بالثروة السمكية، دون أن يعكر صفو حياتها أحد، فلا هي تعتبر الثروة السمكية ملك مشترك، ولا هي مستعدة للتنازل قليلاً في سبيل السلم والأمن الإجتماعي المشترك.
تراجيدية المعركة التي خاضتها ولا تزال تخوضها تنسيقية الشباب الصحراوي ملاك القوارب المعيشية منذ سنوات، تضع الأصبع على الجرح، وتُعري الواقع المرير الذي يُقاسيه شباب مدينة الداخلة، من تهميش وتفقير وإقصاء، لم يعد ممكناً السكوت عنه، خاصة في قطاع الصيد البحري، الذي تُديره ‘لوبيات’ لا تبرح مقر الوزارة في الرباط، تُخطط مع رئيس الحكومة وأعوانه، كيف لها أن تتقاسم حصص الصيد الخاصة بنفوذ جهة الداخلة وادي الذهب، دون استحياء أو مراعاة لأي إعتبارات كانت، أو تخمين في إدماج ساكنة المنطقة في هذه المخططات.
فلا شباب تم إدماجه في القطاع، ولا ساكنة إستفادة من حصة صيد كيفما كان نوعها، فالكل يشاهد بحرقة لوبيات تنهب خيرات هذه المنطقة والتي باتت على وشك الإنقراض، ويحدث ذلك دون استحياء وبتزكية من وزارة الصيد، فهناك من يستفيد من حصة سنوية تبلغ 36.000 طن من السردين، ولا يملك أي إستثمار بالداخلة.
فبأي وجه حق يحدث كل ذلك..؟
وهل يعلم من صدعوا رؤوسنا بسمفونية الإستثمار ‘المفقود’، هل يعلموا أن أجيال تضيع، في ظل ‘مخطط عجوز’ لم تستفد منه وأعمارها اليوم بين الثلاثين والأربعين سنة..؟
فهل هذا من العدل في شيء..؟
من الطبيعي، أن تؤدي المقدمات الخاطئة في مخططات وزارة الصيد البحري إلى النتائج الخاطئة، كما هو الحال اليوم. فماذا تنتظر الدولة للتدخل، وإعادة ترتيب الأوراق من جديد، وتمكين شباب المنطقة من حقهم في ولوج ثروتهم السمكية، والقطيعة مع تسويق الأوهام، التي لم تعد تُجدي نفعا، بل فقط “تصب زيت البؤس على نار الواقع الأليم”.
يتبع..