الداخلة نيوز: محمد الدي
عرف النظام التعليمي بشكل عام والمدرسة العمومية بشكل خاص في المغرب تقهقرا واضحا من سيء إلى اسوأ، وأصبح موضع جدل كبير وشمل انتقادات واسعة.
فما هي الأسباب وراء ذلك..؟؟
مستوى التعليم في المغرب لم يعد سرا مكنونا بل بات واضحا للجميع بعد عدة مهازل لعل آخرها ضمن مقرر السنة الثانية من التعليم الإبتدائي في محور “الطفل والحياة التعاونية” فصل “القراءة”، إمرأة مغربية تدعى “للا نمولة”، بقولها “وفي يوم الجمعة، تذهب للا نمولة إلى الحمام تسخن عظيماتها، وفي طرائف أخرى والتي شهدت انتقادا واسعا بإدخال مصطلحات (الداريجة) لمسمن الحرشة والبغرير…
هذه تبين لنا مستوى المسؤليين عن التعليم هذا، وقد وصفت المدرسة العمومية المغربية بأنها مدرسة ” مريضة مشوهة تعكس غلبة من يدبر في مواجهة من لايملك حيلة”، وهو وصف بالغ الدلالة بالنسبة لمدرسة أضحى أداؤها المختل يجسد كل الأعطاب المجتمعية، هناك إشكال لدى الباحثين في مجال التربية والتعليم وإقتصارهم على قراءات سطحية ولا يلامسون جوهر المشكل تعليمنا يظل خاضعا لمنظور تقليدي متخلف يتجسد في الحشو والتلقين الجماعي لمعارف ومضامين أكل عليها الدهر وشرب.
تعليمنا يقتصر على الشفوي والكتابي بالحفظ والإسترداد وكأن التلميذ إناء يستوجب ملئه وتكديسه بالقواعد والنظريات المتجاوزة.
تعليمنا لا يعتبر قدرات ومهارات التعلم ولا يستهدف الكفايات، بل يجهلها ويتجاهلها ولا يدري في الفارقية ويعتبر المستوى في القسم بمقاس النقط والتقويم بالنجاح والرسوب ويجهل مقومات الدعم والمعالجة التي حولها إلى مراجعة و تكرار ما سبق.
لا شك أن هذا راجع إلى نمطية التكوين وانعدام الخبرة وقصور في إبتكار وإبداع نماذج متطورة ومواكبة للعصر. ولا شك أن هذا القصور راجع كذلك بالأساس إلى انسداد عقليات المسؤولين ومحدودية تفكيرهم في الإكتفاء بالحلول الترقيعية التي تزيد من تردي الأوضاع ولا ترقى لمستوى الإصلاح و التجديد. كذلك من بين الأسباب العدد المهول للتلاميذ في الءقسام مما يطرح علامة استفهام كبيرة.
كيف تريدون تحسين تعلم اللغات في قسم يبلغ عدد تلاميذه 58 إذ لم نتحدث عن غياب مختبر للغات.
ثانيا، غياب أو تغييب متابعة الأسر لأولادهم ولذلك وجب تفضيل المدرسة الخصوصية التي فرضت نفسها في الساحة التربوية؛ بما حققته من جودة عالية، ومردودية معتبرة.
كل تلك الأسباب كانت الدليل على موت المدرسة العمومية بالمغرب، وتراجع جودة المنظومة التربوية كما وكيفا ووظيفة، وتراجع مكانة النظام التربوي المغربي على الصعيد العالمي.