الداخلة نيوز: عبد الرحيم بوعيدة
لمحة عن الجهة التي أود الكتابة عنها..
هي ليست نهاية خدمة ولاتقاعد مريح لرجل تربح من السياسية..
هي صرخة تنطلق من القلب لكل الذين اوصلو هذه الجهة التاريخية الى ما آلت إليه من تخلف عن ركب التنمية..
جهة كليميم واد نون هي نموذج مصغر للمغرب الاطلس الصغير جغرافية متباينة لكنها متواصلة، ساكنة أمازيغية وعرب بني معقل.. شجر أركان ثم طلح الصحارى ونخيل الواحات والشواطيء الجميلة التي سماها saint expury “الشاطىء الأبيض”، عرفت حضارات عريقة منها أكبر الزوايا من بن ياسين والمرابطين وزاوية آسا وزاوية الاطلس الصغير العالمة ولبعدها من مركز السلطة بالشمال ترعرعت بها إمارات وكانت عرضة لتدخلات أجنبية، وقامت هذه القوى بمحاولة تفتيت النسيج الاجتماعي وكانت أكبر سوق تجاري نحو الجنوب ، تيندوف، مالي، موريتانيا، وباقي الصحراء الكبرى..
كانت هذه الجهة مراكش صغيرة لجنوب الصحراء وممر للمبادلات التجارية، واليوم تعطل فيها كل شيء، التنمية، التعليم وهي أكبر جهات المملكة من حيث البطالة وهي ايضا منطقة تهجير للخارج الذي شكل ابناءها المهاجرين مورد رزق للعديد من العائلات..
وهي ايضا من جند شبابها للدفاع عن الوحدة الترابية جماعيا بإسم الوحدات من جميع القبائل وبعد كل هذه المراحل تعب المهاجرون بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، وجفت الواردات وجاء وقف إطلاق النار سنة 1991 ،وتم التخلص من أغلبية المجندين لينالو تعويضات هزيلة ويركنون على الهامش بحثا عن وسام لايسمن ولايغني من جوع..
جهة كليميم واد نون اليوم تتحول إلى مختبر لتفصيل الخرائط السياسية لأنها من الجهات الهشة وأكاد أجزم أنها مختبر تجارب بامتياز، وقد ضخ في جماعات هذه الجهة لخمس سنوات من الأموال فوق ما منح للجهة كلها منذ الإستقلال إلى الآن.. فأين ذهبت وبأي ذنب صرفت..!!
إن الكتابة عن هذه الجهة الفريدة تشبه ذلك المجنون الذي يقوده أعمى، لأن الفهم الحقيقي لكل مايقع اليوم يجب وضعه في سياقه التاريخي والسوسيولوجي حتى يمكن فهم كيف تغيرت النخب داخل هذه الجهة وانقلبت المفاهيم..
إن ظهور نخب سياسية معينة داخل الجهة هو تتويج لكل هذه المتغيرات وهو يخدم حتما سياسة معينة حولت جهة كليميم واد نون إلى مقبرة حقيقية للتنمية وخلقت نخبا جديدة على المقاس المناسب الذي يخدم صناعة جيل جديد إما صامت أو متواطيء أو منتفع أو مقاوم وهم قلة..
هذه الخريطة التي يراد لها أن تنجح بإمتياز في جهة كليميم واد نون توجد اليوم على المحك الحقيقي للتفاعل مع المتغيرات التي تعرفها المنطقة، جزء من هذه التطورات نعيشه اليوم وهو امتداد لثقافة الأمس التي كرسها جيل من النخب السياسية الفاسدة والتي للأسف نجحت في تطويع المجتمع وخلق شبه ثقافة انتهازية تعتمد على الولائم والعطايا والهدايا التي هي اصلا من المال العام ومن خرج عن هذه الثقافة باللهجة الحسانية “رويغس ودويني”.. فتح الدار وكول و وَكَل وو..
معاناة حقيقية أن تفهم الناس أنك هنا لخدمتهم لا لسرقتهم، هذه ثقافة سائدة للأسف عانينا الكثير منها ولم نفتح دارً في القصابي، كانت مفتوحة أصلا منذ سنوات طويلة للفقراء والمساكين وحملة القرآن وكذا لكل مسؤولي الدولة دون حاجة للسياسة ولا للسرقة باسمها…
يتبع