الداخلة نيوز: محمد الدي
عمال النظافة هم صناع الجمال الذين يرسمون أجمل اللوحات في الشوارع والأزقة يستيقظون باكرا من أجل راحتنا وينامون متأخرين منهكين مجهدين جنود الخفاء بكل ماتحمله الكلمة من معنى. لكن ماذا يأخدون مقابل ذلك..؟؟
هذه الشريحة من العمال تأخذ الفتات، وأحيانا تتماطل الشركة التي يعملون معها في أداء أجرها الشهري. هؤلاء العمال يجب أن يعاد النظر في راتبهم الشهري الذي يتقاضونه لأنهم يحملون على عاتقهم نظافة المدينة وحماية البيئة التي تعتبر مسؤولية مشتركة بين الجميع. فماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحدث؟ دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل ذلك.
مواطنين مظلومين ينتظرون منذ زمن طويل من يعيد لهم الاعتبار و يضعهم في المرتبة التي يستحقونها كأشخاص يجمعون قمامة الناس ويعرضون أنفسهم لشتى الأخطار المرتبطة بالأمراض و المكروبات. لا تجهيزات و لا أجرة في المستوى لما يقومون به و لا متابعة طبية ولا امتيازات لقاء مهامهم.
هؤلاء العمال و العاملات في النظافة يستحقون كل عناية و تقدير لمجهوداتهم وتضحياتهم خاصة و أنهم يتعاملون مع شعب لم يصل لدرجة الوعي في التعامل مع ما يخلفه من أزبال ونفايات بطريقة تسهل مأمورية عامل النظافة و في نفس الوقت الحفاظ على البيئة.
فرغم المجهودات التي يبدلونها لإسعاد الناس لم يجد هؤلاء اسما من الاسماء سوى “الزبال” فهذا أكبر دليل على أن مجتمعنا مجتمع غير متخلق ولايعطي لكل ذي حق حقه مجتمع اناني لا ينظر ابعد من أنفه.
في اليابان يسمى مهندس النظافة وأجرته تساوي اجرة طبيب شعوب تقدر الإنسانية نموذج يجب علينا الإقتداء به لكن هيهات…
لأن مجتمعنا ينقصه الوعي لا يحترم عمال النظافة، ولايسهل عملهم، ولايتعاون معهم على خلق محيط نظيف وصحي، لأنه وببساطة مجتمع يعاني من خلل.
فدول العالم الثالث التي تتعامل مع رواتب العمال الذين يعتمدون على المجهود العضلي بهذه الطريقة هي دول تخرق حقوق العمال حتى ولو أمضت ووافقت على جميع الإتفاقيات الدولية المنظمة لقوانين الشغل.
بالنسبة لعامل النظافة الذي يشتغل متوسط 45 ساعة في الأسبوع، ومعرض لشتى الأمراض، ويعمل تحت نظرات الإحتقار ، يتقاضى ألفين درهم في حين موظف عادي في وزارة ما يشتغل متوسط 30 ساعة في الأسبوع يتقاضى ضعفي المبلغ.
ويبقى السؤال المطروح:
من المسؤول عن هذه الوزيعة التي يشوبها الغبن من جميع النواحي..؟؟
رابط المشاركة :
شاهد أيضا