الداخلة نيوز: عبد العزيز العبدي
السيد صلاح الدين مزوار، تهزمني كلمة معالي الوزير، تأبى أن تصاحب اسمك لأنها تعرف قيمة نفسها، وتعرف أنها لا تليق باسمك كي لا أقول أن اسمك لا يليق بها… احسب نفسي أنني أعرفك بشكل شخصي، هذه المعرفة هي ما ورطتني في الكتابة إليك وربما الكتابة عنك…
لن أحملك مسؤولية ما آل إليه وضع القضية الوطنية الأولى للمغاربة، قضية الصحراء… مع التأكيد على أنها الأولى بايعاز من الحكام منذ نشأتها، وربما تم وضعها على رأس لائحة القضايا الأولى كي تنسي عموم المواطنين قضاياهم الاولى الحقيقية، التعليم والشغل وتوزيع الثرواث والديمقراطية والكرامة وحقوق الانسان وغيرها….
ما آل إليه الوضع لا علاقة لك به، هو تدبير سيء منذ منتصف السبعينات، للبلد ولقضاياه، أنتم فقط في موقع سيرورة الاداة، كي يستمر هذا العبث إلى ما لا نهاية، نكاية بهذا الشعب المغربي البسيط ونكاية بسكان الصحراء، المنتسبون إلى مغربنا أو الراغبون في الانفصال عنه….
في زمن الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي والسماء المفتوحة على المعلومة والأخبار والصواريخ، تأبى إلا أن تعطي تصريحا لقناة ميدي آن تيفي حول الضجة المفتعلة مع بلد بعيدا عنا، السويد، وتقدم فيه موقفا للمغرب يستغرب لك متتبع مبتدئ للشؤون السياسية الداخلية منها والخارجية…
أن تحكي عن “تفعفيعت” وزيرة الخارجية السويدية، وزعزعتها فقط لأنك أخرجت عيناك فيها، والحقيقة أنك أخرجتها في الصحفي الذي حاورك، وفي مشاهدي ميدي آن تيفي، ولا أخالك بالشجاعة لتجحظ عيناك في وزيرة من قيمة مارغوت والستروم، وتحكي عن أمرك لها باصدار بيان واذعانها لهذا الأمر، وتحكي عن انتصارات الدبلوماسية المغربية، سواء الرسمية التي تمثلها أو الموازية التي مثلها وفد نبيلة منيب… أن تحكي كل هذا، فمعناه أنك لم تكن في قواك العقلية الكاملة… نتيجة ارهاق وتعب ربما، إن لم يكن نتيجة تناول مخدر من الطراز الرفيع، جعلك تخال نفسك في موقعة كلينديزر وهو يحارب الأشرار بالصحن الدوار وبالقاذفة اللولبية…
كانت واقعة السويد فرصة تاريخية لإعادة النظر في تدبير ملف الصحراء، ليس من أجل كسب القضية، التي ضاعت للأسف بسبب وجود أشكال تدبيرية سيئة ورجال مثلك، سيئون، بل من أجل وضع الرأي العام الوطني حول حقيقة الوضع على مستوى الواقع الوطني، هناك في الصحراء، وعلى المستوى الدولي فيما يخص موقف المغرب وسط حلفاءه وأعداءه…
بدل “فعفعت” وزيرة الخارجية السويدية، كان الأحرى بمعاليكم تبديد “فعفعت” المغاربة وهم يفاجؤون بالمنحى الذي تسير فيه قضية الصحراء، ضدا على مل تطميناتكم واشاداتكم بالانتصارات الوهمية، حيث الدول الاوروبية تستعد للاعتراف بجمهورية البوليساريو، والاتحاد الافريقي أصبح منافحا شرسا للحق في استقلال الصحراويين، والامم المتحدة تطبق الخناق على رقبة المغرب سنة بعد أخرى لصالح طرح الانفصال….
هل ضاعت الصحراء للأبد؟
لعله شعوري الشخصي والذي لا يتقاسمه الكثير، لكنني اعتقد فيه حقيقة واعتقد أكثر أن سبب هذا الضياع هو طريقة تدبيركم المبنية على لغة البلطجة والحواري، وأنتم تزعزعون الخصوم أو تتوهمون أنكم تزعزعونهم….
لعله من حسن حظكم أن دولا مثل السويد، المبنية على ديمقراطية حقيقية، والمبنية أكثر على عقلانية صارمة تدفعها إلى تغليب مصالحها السياسية والاقتصادية، ثم مصالح الشعوب المقابلة لا حكوماتها المتسلطة عليها… هذه الخاصية هي ما جنبتكم ردا يليق بمستواكم حول واقعة التفعفيع والزعزعة…
دون ذلك، كانت السويد ستتخلى علن حيادها العسكري الذي تبنته منذ الحرب العالمية الثانية، وكانت ستقتني راجمات الصواريخ الأكثر تطورا، وكانت بالتأكيد ستقصف بها عاصمة الرباط…. كي تظهر لمعاليكم معنى فعفعت وزيرة خارجيتهم….
كنا نحن من سنتفعفع…. سحقا لمعاليك.



