الداخلة نيوز: مراد محمد الأمين
طالعت مقالا للرأي منشور ببعض المنابر الالكترونية الجهوية بالداخلة تحت عنوان: “رفض طعون تحالف الداخلة…و قصة بداية النهاية السياسية لأصحاب “نش على كبالتك باش أطيب” لصاحبته محمودة للمولانا الرجوي، و حيث أن حق الرد مكفول و لأنني من الذين لا يعرفون و لا يحبون أكل “لكبال” و لست هنا بصدد النش على “كبالتي” مع احترامي لجميع الأذواق طبعا، فقد وجدتني مضطرا لكتابة هذا الرد بعد أن أعيتني محاولة استحضار جنية الكتابة طيلة هذه المدة السابقة، لكن يبدو أن سحر “لكبالة” في هذا المقال قد أحيا في قلبي رغبة للكتابة و طاوعني قلمي لأخط هذه الكلمات البسيطة في موضوع شغل الدنيا طيلة هذه المدة الفارطة و لا زال.
المقال المحمود لمولانا لم يكن موفقا حين أظهر عملية انتخاب رئيس المجلس الجماعي للداخلة كتراجيديا سياسية بطلها مرشح حزب الحركة الشعبية الذي يمثل الخير المطلق و أشرارها أعضاء التحالف الثلاثي تحت قيادة سليمان الدرهم.
كاتب أو كاتبة المقال لم يقدم تفسيرا ولو واحدا كيف تحولت جلسة انتخاب رئيس جماعة عادية في أقصى جنوب المغرب إلى جلسة غير عادية وصل صداها إلى أقصى أصقاع العالم حيث لم تتمكن أسوار و جدران البلدية و منطق التحكم في أنفاس الجميع السائد بها من أن تمنع وصول أخبار ما يحدث بداخلها للعالم.
كاتب أو كاتبة المقال لم تكلف نفسها عناء البحث في مستوى الانقسام الذي وصلت إليه مدينة الداخلة، المدينة الجميلة و الهادئة، و كيف تحولت سنوات من التدبير الأحادي إلى تحويل المدينة إلى مدينة منقسمة على ذاتها و بساكنتين.
و لأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة مهما كان الحاكم مستبدا مستنيرا، كان لابد من رفع لا في وجه الرئيس، الذي لم يحترم أو قاعدة في العمل السياسي من خلال استقطاب أشخاص من انتماءات سياسية مناوئة ضدا على التحالفات المعلنة لأحزابهم السياسية.
أما موضوع مسارعة أحزاب التحالف إلى عقد جملة من الندوات الصحفية خلال مختلف المحطات التي رافقت هذه العملية فهذه سنة حميدة تحتسب لأحزاب المعارضة و حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي كان سباقا إليها، إيمانا من المعارضة بضرورة مواكبة الطفرة الاعلامية التي يعرفها العالم الذي أضحى قرية صغيرة.
و على الأقل ما يسجل لصالح ندوات المعارضة أنها لم تكن كالندوة الفريدة لحزب الحركة الشعبية التي ظهر فيها مرشحوها يتلون أمام كاميرا موقع إلكتروني محلي تدخلات تم إعدادها لهم سلفا .
أما موضوع الطعن المقدم من مرشح التحالف الثلاثي السيد سليمان الدرهم فهو إجراء قانوني و حق دستوري يكفله القانون و ليس مجرد تكتيك سياسي لكسب تعاطف من جهة أو الهدف منه الترويج لصورة سليمان الدرهم.
و هنا لا بد من التوضيح أن صورة سليمان الدرهم لم تتعرض يوما للإهتزاز ، لأن مكانته منقوشة في قلوب ساكنة “الجريف” ، يعرفه الجميع و مواقفه السياسية و عمله الاجتماعي و الانساني معلوم لدى الجميع، فكفى من المزايدات السياسية و الاستخفاف بعقول الساكنة.
أما الحديث عن تراجع المعارضة عن التحالف فهو مجرد افتراء و خبر عار من الصحة بل أن المعارضة هي اليوم أكثر تماسكا من قبل، لأن زمن الاجماع قد ولى و زمن الدورات السريعة أضحى من الماضي، فما لم تقومه المعارضة سيأتيه الطوفان من خلال آلية الديمقراطية التشاركية التي أقرها دستور المملكة و القانون التنظيمي الجديد بتقديم عرائض من طرف المواطنين و هيئات المجتمع المدني
فهل سيستوعب مجلسنا الموقر التغيير و ينزل السيد الرئيس من برجه العاجي للعمل يدا في يد مع المعارضة خدمة للصالح العام ، أم أن هذه المحنة ستزيده عزلة عن العالم الخارجي بعد أن عزلته بطانته الخاصة طيلة هذه المدة السابقة عن التواصل مع مختلف الفرقاء السياسيين و القوى الحية بالمدينة.
فما الذي يخشاه السيد الرئيس من المعارضة.
خاصة إذا تعلق الأمر بمعارضة بسيطة تضم بين ظهرانيها أربع نواب برلمانيين سابقين و رئيس مجلس جهة و بلدية سابق، رجال أعمال ،منتخبون ،و أطر إدارية عالية بمستويات جامعية.



