زَلّة مؤسسة عبد الرحيم بو عبيد

الداخلة نيــوز:

يُثير الإنتباه المُغلف بالحسرة الشديدة، غياب أي صوت صحراوي في نادي الحوار السياسي المنظم بمؤسسة عبد الرحيم بو عبيد، حيث تبادل الضيوف على تناول الكلمة لما يفوق ثلاثة ساعات ونصف، بهدوء واحترام متبادل رُغم اختلاف زوايا النظر للنزاع وسط مايشبه تقييم لمرحلة مضت، ورسم معالم رؤية لمرحلة جديدة، تدخل علينا بتحديات كبيرة.

ما يجعل الحسرة شديدة هو أن الحوار الجاد والهادئ والصريح في الكثير من محاوره، جاء عكس الجوقة السائدة، والقائمة أساساً على الصراخ بعبارات التخوين، فكان من غير الممكن المرور على الندوة دون تسجيل ملاحظة جوهرية تؤكد أن الفهم غير السليم لأصول النزاع وأسبابه ومستقبله، هو حجر العثرة أمام حله و تعمير هذا النزاع لعقود دون مؤشر لقرب النهاية.

فهل تقبل جماعة ترابية بأن تقرر مكانها جماعة ترابية أخرى في شؤونها،.؟ هذا لا يمكن بلغة المنطق والقانون، فإذا كان ذلك غير ممكن، فهل من المنطق في شيء مناقشة مشكل عويص طال أمده ودفعت أجيال ضريبته، دون إحضار صوت واحد معني بالأمر بشكل مباشر.

وحتى لا يفهم ما نريد الإشارة إليه بعكس مقصدنا، نقول وبوضوح تام أنه كل الأصوات التي تحدثت خلال الندوة طرحت الأصبع على الجرح او اقتربت من ذلك، ولا مجال اليوم لإقصاء أي صوت، لكن هل من المنطق في شيء إقصاء صوت نصفه في الداخلة أو العيون ونصفه الأخر في مخيمات تيندوف بالجزائر، وهذا أبسط جزء من معاناة شديدة وأليمة جداً، جعلت الشخص هنا والأخ في الجهة الأخرى، وكتب القدر للأب أن يكون هناك والإبن هنا.

اشكالات كثيرة يتخبط فيها النقاش العمومي بخصوص حاضر مستقبل الصحراء، تؤكد أننا وبالرغم من المحاولات المحتشمة للخروج من الجوقة السائدة المسيطرة على تفاصيل المشهد، لا يزال أمامنا الكثير من المطبات التي لابد من تجاوزها لتضميد الجرح العميق.

شاهد أيضا