الداخلة نيوز: الخطاط محمد فاضل
أبدعت يد الفساد في تشتيت وحدتنا التي صمدت عبر العصور لعوادي الزمن، بعد أن عاثت أيادي أخرى وأمعنت في تدمير نسيجنا الإجتماعي، ولم تتورع في الأغالي ونكئ الجروح.
والأدهى من ذلك والأمر، هو موت الإحساس والضمير المحفز للقيم، صحيح بدوية ولكنها بدوية عالمة وفريدة على مستوى علم الإجتماع.
من رحم هذا المجتمع ارتفعت قمم سامقة، وبلغت ما بلغت في الإشعاع، من خلال منظومة أخلاقية عبقة بالإيثار والشهامة والشجاعة ورفع الضيم والتطلع إلى معالي الأمور، هذه القيم توارثناها كابرا عن كابر، وما سقوطنا في هذا المستنقع الآسن إلا في عدم أمانتنا وعدم توريثها لأبنائنا وأجيالنا المتلاحقة.
قد تكون هذه لقطة من واقعنا، ولكنها مجرد لقطة لا يدعي مصورها أنه قرأ الصورة من زواياها المختلفة وخاصة الأكثر إشراقا.
ولعله أضحى من الملح الإنصات وبأناة إلى صوت العقل الراشد، والقفز على الطفيليات التي حجبت ولفترة نور البصيرة، ولن يكون ذلك إلا بالتواضع قليلا وأخذ زمام المبادرة، وليست كل مبادرة، بل مبادرة ترميم شاملة وواعية.
أركان البناء ليست انقاضا ولا إطلالا، ولكنه شيء جميل في الذاكرة الجمعية، لا يمكن استدراره إلا بفصيل من طينة النجائب الكرام.