تــربيــة.. بقلم: ريــاء الخطــاط

الداخلة نيـــوز: ريــاء الخطاط

يكفيك أيها القارئ الرشيد ذو الرأي السديد أن تطوف بشارع من شوارعنا الجميلة حتى تطرب مسامعك بكلمات جارحة للذوق نابية فالعمق مدمرة للسكينة الـأخلاقية. شباب من مختلف الـأعمــار يتهامزون ويتنابزون بالسيء من الكلام، ترى لماذا؟؟

سؤال طالما طرحته على نفسي وحاولت معرفة أسبــاب إنتشار هذه الظاهرة.
إن اللغة كوسيلة مكتسبة يستعملها البشر ليست شيئا منفصلا عنا رغم ما نعتقد! ولكنها جزء منا يعبر عن خوالج العاطفة وعن أفكار العقل الباطن، وإذا ما بدأت بالدراسة والبحث عنها ستجد أنه يمكن لك أن تعرف خصائص كثيرة عن الإنسان بمجرد سماعه يتكلم.

ولا شك أن ما يدور بين الشباب من كلمات لا تؤذي الـإنسان بل وحتى محيطه ومن جاوره، تعكس في عمقها دلالات اجتماعية مريضة وخطيرة، ولك ايها القارئ ان تتخيل ماقد يشعر به كهل أو أب أو أم أو أخت أو… وهو يمر بجانب شباب لا يعطون للشيب وقرا ولا يتركون للعمر احتراما. ظاهرة تتزايد بكثرة وأصبحت تهدد أواصر ثقافتنا القائمة على الحياء والاحترام.

يحكى ان سيدينا الحسن والحسين مرا برجل يخطئ الوضوء وانتظرا يريدان ان لا يجرحاه بالنصح، فتقدما نحوه وقالا نريدك ان تحكم بيننا اينا اصلح وضوءا فلما انتهيا ابتسم الرجل وقال والله اني انا من لايحسن الوضوء. اسلوب انساني يأخذ بيد المنصوح الى الصواب دون كدر أو نفور. ويحكى ان رجلا لديه مشكلة في الغضروف مما اضطره للصلاة على الكرسي فكان كلما اتى للمسجد استنكره الناس فقطع صلاة المسجد، فرق كبير بين الكلمة الطيبة والكلمة الجارحة.

يقول رب العزة والجلال {وقولوا للناس حسنا} ربوا بينكم الكلمة الطيبة وعودوا مسامعكم على حلو الكلام كي تتهذب النفوس، وربوا انفسكم قبل اطفالكم على كبح لجام السنتكم والصبر عن سوء الطبع. هذه هي الفطرة السليمة التي نشأت فينا وهذه هي الجبلة التي يجب ان نتمسك بها فالقوة ليست في السب والقذف والغضب بل في الرحمة والخلق الطيب.

ترى ماذا نصدر للاجيال القادمة؟؟ ترى ماذا نحمل بين جوانحنا من كلمات؟؟ جرح الكلمة لا يبرأ ابدا، بل يبقى موصوما ولا ينسى. لنحاول اذا ان نجعل من كلامنا دواءا لا داء ونرسم في شوارعنا الرضى لا الاستنكار. ولننذكر جميعا ان هناك رسالة عظيمة يحملها كل واحد منا، فلا تحكم على اخيك من فعل ولا تشتم شخصا لاختلافه عنك، فرب رجل تراه يكثر الخطأ ولكنه حسن الطبع ورب انسان ظاهره محسن لكنه سيء الطبع!


شاهد أيضا