التكوين والبطالة في الجهة.. بقلم: أحمد بابا بوسيف

الداخلة نيوز: أحمد بابا بوسيف


قد لا يخفى على الجميع ان التكوين من أجل  إدماج الشباب في سوق الشغل يبقى مهما وضروريا خصوصا مع جامعات أصبحت بعيدة كل البعد في تكوينها للخريجين عن ما يتطلبه سوق الشغل في هذا الزمن.

وفي جهات كالجهات الجنوبية التي تعد الدولة فيها المستثمر الأول كما أنها كانت عبر التوظيف المباشر المستوعب الأول للمعطلين خصوصا من حملة الشواهد الجامعية…وبعد توقيف التوظيف المباشر كان من بين الخيارات التي وضعت لمواجهة حالة الفراغ هو التكوين والإدماج في سوق الشغل في القطاع الخاص.

وقد أكد السيد رئيس الجهة في أكثر من تصريح علنا وحتى في اللقاءات التي جمعت ممثلي التنسيقيات إن هذا الخيار هو رهان شخصي له وانه الوسيلة الأفضل  للشباب لتجاوز شبح البطالة والإنخراط في سوق الشغل.

قام مجلس الجهة مؤخرا مشكورا  بالتعاقد مع مكتب  للتكوين مهمته الأساسية هو تكوين الشباب في المجالات التي يتطلبها سوق الشغل خصوصا  في التخصصات المتعلقة بالمعلوميات والأجهزة الإلكترونية غير أن الحملة حقيقة  لم تلقى رواجا كبيرا وقد وقع ما يشبه المقاطعة لهذا المكتب الذي لم يتقدم له إلى القليل خصوصا من حاملي الشواهد.

يرجع ذلك في الأساس إلى ما نعتقد نحن معشر المعطلين  أنه  أزمة ثقة حقيقية بين الشباب المعطل من حملة الشواهد ومؤسسات الدولة..فنحن المطلعون على إمكانيات جهتنا لا من خلال الموارد الضخمة او حتى الميزانيات المرصودة للمجالس المنتخبةالمختلفة… نتسائل وبكل تعجب لماذا لا يسمح للمجالس المنتخبة بل وتمنع منعا باتا وبشكل قانوني أن تساهم في تشغيل الشباب.

الشباب المعطل القليل نسبيا في هذه الجهة مقارنة مع ميزانيات ضخمة ومجالس منتخبة كثيرة العدد قليلة الفائدة..إن حل إشكالية العطالة في هذه الجهة تبدأ في زرع الثقة بين المؤسسات والشباب…من خلال برامج واقعية ومهمة ماديا ومعنويا توافق الإمكانيات الموجودة وتعطي صورة للمعطلين من أبناء الجهة أن هناك إرادة حقيقة للعمل على حل هذا المشكل…

وقد تبدأ هذه الخطوات بالإستماع اولا لوجهة نظر المعطلين  بشكل مباشر عن هذا المشكل وكيفية إيجاد حلول واقعية له… ولما لا بلورة برامج مشتركة تكون تحت إشراف مشترك بين السلطة المنتخبة وممثلي الشباب المعطل في هذه الجهة….

هذه الأفكار وانخراط المعطلين في بلورة الافكار  واشراكهم في الإشراف على الحلول  هو الكفيل بوجود حلول ممكنة التطبيق… وضمان جناحها  كما انه الضامن لخلق جو يسمح بالمرور إلى ما بعد هذه المرحلة الإنتقالية مرحلة ما بعد انتهاء التوظيف المباشر.

ما لم يتم القيام بهذه الخطوات فإننا سنكون اما مواجهة تتعاظم وتكبر في كل يوم وقد تنفجر في وجه الجميع في أي لحظة.


شاهد أيضا