بين وفاة بلفقيه وطرد الجماني وخرجة وهبي بالبرلمان.. ما مصير حزب الجرار بالصحراء..؟؟
حزب الأصالة والمعاصرة
الداخلة نيــوز:
بعدما كان حزب الأصالة والمعاصرة يُحس أو يتصرف كأنه حزب غير مرغوب فيه، بمدن الصحراء، وبالأخص مدينة العيون، يبدو أن شيء ما تغير بعد وفاة رجل الحزب القوي بجهة كلميم واد نون ‘عبد الوهاب بلفقيه’، دفع قادة الجرار للبحث عن بديل له، يجد لهم موطئ قدم بالصحراء، وإن أمكن بمدينة العيون.
طرد ‘وهبي’ لـ’محمد سالم الحماني’، الذي أثار الكثير من اللغط، عزلته جل القراءات المختلفة عن سياقه الحقيقي الشامل، وذهبت به في الإتجاه المعاكس، أو بشكل أدق لم تطرح السؤال الجوهري: لماذا يتخلى حزب الأصالة والمعاصرة عن رجل بحجم ‘محمد سالم الجماني’..؟؟ إذا لم يكن هناك إتفاق مع بديل له، يقدم ما قدمه ‘الجماني’ للحزب أو أكثر، وهو الذي تفوق على ‘حمدي وال الرشيد’ في جماعة العيون خلال الإنتخابات التشريعية 2016، رُغم أن النتائج في الدائرة الإنتخابية للعيون التي تضم عدد من الجماعات كانت متقاربة وتفوق ‘وال الرشيد’ الذي حصد 827 26 صوت، في مقابل 572 21 صوت لخصمه ‘محمد سالم الجماني’، وهو مالم يعجب ‘حمدي’ الذي لم ينسى كيف أنقذته جماعة المرسى حينها من سقوط كان سيكلفه الكثير.
الأكيد أن قيادة حزب الجرار ادركت بعد وفاة ‘عبد الوهاب بلفقيه’، أن الحزب تعرض لخسارة كبيرة يصعب تعويضها، والخيارات لذلك محدودة جداً وقد لا تتوفر في كلميم، بقدر إرتفاع إحتمال توفرها في أقاليم ومدن أخرى، ومن المفارقة أن العيون خيار وارد وبقوة، بين الخيارات المطروحة.
وما يجعل العقل يشرد في لحظة، هو طريقة كلام الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة و وزير العدل ‘عبد اللطيف وهبي’ عن ‘حمدي وال الرشيد’ ومدينة العيون، وهو الذي لم ينجح مع قادة حزبه الحاليين والسابقين في تنظيم لقاء جماهيري بالعيون منذ أحداث ‘اكديم ازيك’ التي كان ‘إلياس العماري’ حاضراً في قلبها بقوة، وكان الجميع يتساءل: هل أصبح الأصالة والمعاصرة حزب غير مرغوب فيه بالصحراء..؟؟
‘وهبي’ الذي شكر ‘حمدي وال الرشيد’ بطريقة تثير الإنتباه، في مقابل محاولته تقزيم أدوار المنتخبين بجهة الداخلة وادي الذهب، وإن لم يقُل ذلك بوضوح إلا أن اللبيب من الإشارة يفهم، والأمر لا يحتاج ذكاء خارق لفهمه، بقدر ما يحتاج ربط الأحداث الثلاثة (وفاة بلفقيه؛ طرد الجماني؛ شكر وهبي لحمدي) والتي تقود نحو خلاصة واحدة، هي أن شيء ما تغير ستكشف عنه الأيام.
مصادر عديدة تتحدث عن إحتمال إلتحاق ‘حمدي وال الرشيد’ (الصغير) بحزب الأصالة والمعاصرة، وقيادة الحزب بمنسقية للجهات الجنوبية الثلاث، وبالتالي توزيع قوة ‘ال الرشيد’ بين حزبين، والخاسر في هذه الحالة هو حزب الإستقلال، أو أن ‘حمدي وال الرشيد’ يضغط على قيادة حزب الإستقلال عبر تسريب هذه الإشارات لإبقاء مساحة تحركه داخل الحزب على ما كانت عليه، أو توسيعها أكثر.
زيارة ‘حمدي وال الرشيد‘ المرتقبة لمدينة الداخلة، وحديث مصادر إعلامية محلية عن قرب زيارة ‘نزار بركة’ للمدينة، ستكشفان العديد من الخيوط، تسهل قراءة المشهد داخل حزب الميزان، والتوجه العام قبل المؤتمر المنتظر مطلع السنة المقبلة 2024، وبالتالي معرفة مصير حزب الأصالة والمعاصرة بالصحراء، وهل سيصبح حزب على الهامش، بدون ربان متمكن من قواعد اللعبة بالجهات الجنوبية الثلاث.