رأي الداخلة نيوز| متى تقف الرباط دقيقة صمت ترحما على لكويرة..؟؟

رأي الداخلة نيوز

سؤال وجيه يحمل الكثير من الغموض أصبح لزاما على خارجية “مزوار” الإجابة عنه وبشكل صريح بعيدا كل البعد عن تصريحات الإستغباء والإستحمار التي اشتهر بها الوزير المحترم. مناسبة هذا السؤال وإلحاحنا من أجل الحصول على  إجابة له هي الجولة الأخيرة لزعيم الجبهة والذي لم يكتفي بتفقد نواحي قواته على طول الجدار الدفاعي بل حل بمنطقة “الكركرات” حيث احتسى الشاي مع جنده، ليذهب بعدها صوب لكويرة ويلتقط صور يظهر بين ثناياها الكثير والكثير من إستعراض العضلات.

قرأنا كما قرأ جميع أطفال هذه البقعة السعيدة من المعمورة أن المغرب يمتد من “طنجة إلى لكويرة”. ولم نطرح السؤال حينها لأن براءة الأطفال فينا كانت لا تفتح مجالا للشك بأن المُقرر المدرسي لا يكذب و كذلك الأستاذ المحترم. كبرنا وكبرت معنا علامات إستفهام كثيرة كنا نخفيها داخل صدورنا إيمانا منا بأن الأمر مجرد مسألة وقت. أو لن نخفيكم أنه قد يكون خوفاً منا بأن تفهم تلك الأسئلة بشكل خاطئ، سندفع ثمنه حتما.

اليوم وقد جاءت المناسبة. اليوم وقد أصبح كل شيء يظهر بوضوح. اليوم وقد إلتقط “ابراهبم غالي” تلك الصور من تلك المنطقة. صدقونا أنه لم يعد هناك شيء نخفيه، فكل شيء أصبح واضحا وضوح الشمس و لا يمكن تغطيته بغربال الكذب، بل ويستحيل تغطيته حتى وإن كان ذلك الكذب كما يقال: كذب أبيض… نحن اليوم لا نطلب أكثر من التوضيح. لا نطلب أكثر من الإعتذار لبراءة طفولتنا. لا نطلب غير الوقوف دقيقة صمت ترحما على منطقة لكويرة.

عند دراسة هذا المستجد وتحليل أسبابه بشكل معمق بعيدا كل البعد عن تلك النظرة القصيرة التي اشتهرنا بها. سيتبين لنا وبشكل جلي أن المشكل ليس وليد اللحظة، بل يدخل ضمن سياق سياسة الإرتباك الواضح على الخارجية المغربية التي تعمل منذ مدة من منطلق “إفتعال المشاكل ومحاولة إيجاد الحلول لها”. لكن سنقول لكم من جديد وصدقونا أن تلك المشاكل التي نفتعلها لا نستفيد منها، بل وبشكل كبير ندفع ثمنها الباهض في كل مرة.

هل نسيتم الأزمة القضائية مع فرنسا. هل نسيتم أزمة مسودة القرار الأمريكي. هل نسيتم الأزمة مع “روس”. هل نسيتم الأزمة مع “بان”. هل نسيتم الأزمة مع السويد. هل نسيتم الأزمة مع مصر. واليوم الأزمة في “الكركرات”. وليكتمل مربع هذه الأزمات كان لابد من أزمة مع روسيا فجرها رئيس الحكومة من خلال تصريحاته الكارثية والبعيدة كل البعد عن الدبلوماسية.

لن نذهب بعيدا عن أزمة “الكركرات” التي يبدو مع مطلع شمس كل اليوم أن الرباط كانت في غنى عن إفتعالها. فالطريق المبلط لم يكتمل و”البوليساريو” تصول وتجول هناك بقادتها وزعمائها العسكريين ولسان حالهم يقول: “شكر أيتها الرباط على هذه الهدية الثمينة التي أتاحت لنا فرصة ذهبية لتوضيح الكثير من الأمور، ووضع النقاط على الحروف”. تلك الحروف التي قرأناها ونحن صغار بالشكل التالي:

ح: ما تنكط شي
ر: ما ينكط شي
ب: تنكط واحدة من التحت

فعند جمع تلك الحروف وإستخراج كلمة “حرب” منها، يبدو أن عنوان المرحلة القادمة أصبح يتشكل في فلك تلك الكلمة المعقدة والمنبوذة على الرغم من أنها “تنكط نكطة وحدة” على حد ما قرأنا. ولكنها تمطر وبالتأكيد الكثير من القذائف والقنابل والصواريخ التي نحن في غنى عن فواجعها.

شاهد أيضا