الملك وحده من يعنيننا، من يحمل شكوانا ويعيننا

الداخلة نيوز: محمد سالم الزاوي

 

الملك وحده من يعنينا، من يتفاعل مع مآسينا وينسينا ظلم الحكومة والتلفزة ولصوص السفينة، الملك وحده من يجلب النظافة لنا من يخرجنا من أوحال البداوة والعفن لمظاهر النقاء والتمدن، الملك وحده من ننتظر في كل مرة إطلالته وإرادته، لينتشلنا من أوحال الفساد وأحمال العفونة.

لقد فقدنا في جهتنا كل أمل بالمستقبل وجافتنا الحياة الكريمة ولعنا حاضرنا كأننا لم نعد نرى للمواطنة حيزا على ضفاف هذا الوادي الملعون. فقدنا الأمل في طلاق المقاهي ثلاثا، وفي خصام الشوارع والفراغ ابدا، فلاشئ ينذر بأن لنا صلة وصل بهذه الأرض رابطها التاريخ أو مسقط الرأس، لاشئ يجعلنا نتمسك بالإنتماء مع أنعدام النماء، ولاشئ يعيد لنا الرجاء مع نذرة الرخاء.

الملك وحده من يسعدنا بمشاريعه بإلتفاتاته وبإصلاحاته، وهو وحده من يجعل المواطن دولة والدولة مواطن، الملك وحده من نثق به بهذه الجهة التي يتسيدها والي معدوم الإشارة، لم نشهد له لمسة أو بصمة. بل لا نراه إلا فيما نذر وأستحال. 

الملك وحده من يستطيع حمل شكوانا من رئيس بلدية غائب طول العام والمدينة تغرق في صرف المجاري والأوحال. يعيش معنا صامتا ويستأسد مجلسه في نهب صفقاته ونهب ميزانياته. الملك وحده من يستطيع إنعاش أحياءنا التي تبعث لنا نسيم “الواد الحار” عند كل صباح لتتحول بقدرة قادر لأحياء منمقة برسومات معمقة. وهو وحده من يستطيع جعل معضلاتنا وأزماتنا تحل بسخاء قبل كل زيارة معلن عنها.

الملك وحده من يجعل جميع المستأسدين على هذا الشعب يرتجفون من غضبته، وهو وحده من يحول الشعب أسودا على تلك التماسيح التي تفترسه في غيابه.

الملك وحده من يمكنه تغيير شكل مدننا، وبإمكانه تبليط طرقاتنا وتجديد أرصفتنا بل حتى تزويق أعمدتنا، فقط لكي يخفو عنه عظيم فضائحهم. الملك وحده من يشعر بثقل الريع الذي يهلكنا. وهو وحده من فتح فوهة الحرب عليه وعلى أشياعه. الملك وحده من يستطيع التفاعل مع مظلوميتنا في جهة هبابها الله أضخم قطاع يدر ذهبا على أصحابه. وهو وحده من يستطيع وقف التسيب الذي يطاله. وهو كذلك وحده من يملك إنتزاع حقوقنا من أفواه وحوشه التي لم تبقي ولم تذر من ثروتنا وأرزاقنا غير أوراق المحاضر.

نشكو لملكنا وحده لأنه الوحيد الذي تبقى لنا لنوصل له معاناتنا. ولأنه وحده من يستطيع إنصافنا.
نشكو له بطالتنا وتشردنا في بسيطة أوطاننا، نشكو له حسرة حاضرنا وظلامية مستقبلنا، نشكو له سواد سعدنا وظلم الأرض والإدارة والمسؤول لنا. نشكو له من لا هم له غير سيجاره البورجوازي وحياته الخاصة. وكأنه لم يمسك زمام أمورنا ولم يتولى صندوق أرزاقنا الذي وزعه على الأقربين والمتمصلحين من زملاء أستثماراته.
نشكو له من تولى رئاسة بلديتنا بطرق ملتوية. وبمخططات مبتلية. نشكو له ما فعله ببنانى التحتية وبصفقات البلدية السرية، نشكو له غيابه الدائم عن المسؤولية وصمته الدائم في المنابر والمحافل المعنية، نشكو له عصابته التي راكمت ثروتها على حساب أزقتنا وشوارعنا وتنظيم السير في مدينتنا، نشكو له عصائب قطاع الصيد التي تنهبنا وتحاربنا وتخلق ألف عذر لسجننا أو حتى تصفيتنا. نشكو له كاتبة وزارة الصيد التي تمارس العنصرية على عرقنا، وتميز بين الثقافات في مغربنا، نشكو له تواطئها وتعاطفها وخدمتها المخلصة للصوص الثروة وأحلاف البواخر الضخمة،
نشكو لملكنا وحده أحد مستثمري السياحة الذي أخذ أرضنا عنوة، وتوسع فيها على حساب بطالتنا وعطالتنا وأسبقيتنا. أخذ مخيمه السياحي وطرد منه أبناء لهجتنا والمنتمين لعرقنا، وتمنع بنسب إسمه لمحيطكم كذبا وبهتانا. 
نشكو لك ما طالنا من القناة الثانية، وما لحق بنا من تهم وأباطيل كاذبة، ونعوت خاضعة، نشكو لك التكالب على ثقافتنا والميز ضد هويتنا، نشكو لك فقرنا فاقتنا والتمييز المفروض ضد سحنتنا وسمرتنا، نشكو لك أسر الريع وقبائله بيننا، وقوافله التي تزداد كل يوم على حسابنا، نشكو لك أناسا يحبون أن يشاهدونا كل يوم ننام نوم “الصبيحة” ونتجول في الأزقة تجول المتردية والنطيحة. يحبون أن يرونا أجسادا بلا أرواح وأنفسا بلا ضمائر. نشكو لك مستشفانا الذي تعلوه القطط ومساوئ النقط. نشكو لك كوادره التي تغيب ابدا ولا تأتي إلا عند قدومك. نشكو لك لصوص إدارته وسوء سيرة أطبته. نشكو لك أعطابه وأهواله ونهب ميزانياته.

نشكو لك يا ملكنا تعليمنا المتقهقهر على السلم الوطني. ومدارسنا التي تفتقد للأطر والموظفين. ومناهجها التي جعلت أبناءنا على شفى الهدر المدرسي. نشكو لك قلة المعاهد المصنفة والجامعات المشهرة. نشكو لك جهلنا وقلة علمنا وتخلفنا. نشكو لك مظاهر البداوة في حياتنا ومظاهرها في شوارعنا. ومتاريسها في كل جنبات مدننا.
نشكو لك سيدي تعاظم الفساد في جهتنا وتلاعبه بمصائرنا وتدميره لمستقبلنا. نشكو لك حلم أجيال تساءلنا مستقبلا عن نصيبها من وطنها وعن كعكعة رزقها وشفاء غليل كرامتها. نشكو لك مسؤولين ومستثمرين ومنتخبين همهم الاول جيوبهم وهمهم الثاني أقاربهم وهمهم الاخير وطنهم وشعبا يقاسمونه ويقاسمهم الحقوق والواجبات.
نشكو لك مظهر مدينتنا التي لم يكتب لها القائمون على شؤونها أن يغيروه أو حتى يجددوه. بل زادوه تشويها وفوق التشويه حفر عميقة وبنية تحتية سحيقة تبلع أموالها ويغيب التخطيط عن أصحابها وضاعت البوصلة في إصلاحها.

ختاما نشكو لك يا ملكنا مدينة بشكلها ومضمونها بدءا من مسؤولها وإنتهاءا بمنتخبيها وأعيانها. فمرحبا بك في جهة لا يقدر على إصلاح زلزال الفساد فيها غير إرادتك ومشاريعك وكل جديد تحمله لنا.

فمرحبا بك بيننا.


شاهد أيضا