رأي الداخلة نيوز| أيها المخزن.. ما هكذا تورد الإبل..!!

رأي الداخلة نيوز

منذ بدايتنا داخل العمل الصحفي ونحن الذين فكرنا كثيرا وكثيرا قبل الدخول إليه… قررنا ومنذ الوهلة الأولى أن لا نصمت عن أي شيء رأينا فيه أنه يستحق المتابعة والمناقشة، مهما بلغت خطورته… قررنا نزع الحق من دهاليز الباطل، والمجاهرة به مهما كلفنا الأمر… قررنا الإبتعاد عن التخندق السياسي العقيم، وقول كلمة الحق… قررنا أن نكون صوت لأولئك الكثر الصامتين، والذين يوجد داخل صدورهم الكثير والكثير من البراكين التي تغلي وبشدة.

مناسبة هذا الكلام ما نقلته لنا عدسات الكاميرات من أمام محكمة الإستئناف بسلا، حيث يُحاصر نسائنا بطريقة مخزية لا يمكن لأي صحراوي أن يهضمها وبتلك السهولة التي توقعها من خطط لهذا الأمر… ونحن الذين نعرف أن الأمر مدبر ومخطط له بليل…

فهل يدرك من خطط ودبر لجعل أولئك النساء على خط التماس مع “البارودي” وأمثاله، هل يدرك أنه يلعب بالنار..؟؟
هل يدرك أولئك، أن الصحراوي يمكنه غض البصر عن أي شيء يخطر بأذهانهم، سوى إهانة نسائنا وسرقة هواتفهم..؟؟

فكيف سيبرر لنا هذا الأمر مستقبلا.

مدينة سلا لم يأتيها بلطجي واحد من الصحراء.
مدينة سلا لم يأتيها من يحمل الحجارة في يده.
مدينة سلا لم يأتيها من يعتدي على أفراد القوات العمومية.


فكم هو غريب هذا الأمر… وغريب أمر من دبر له… كأني به لم يستوعب الدرس بعد من التاريخ القريب والبعيد… فليس بهذه الأساليب والطرق ستجعل الصحراويون يصطفون في صفك، ضد من تصفهم بالأعداء الخارجيين… وليس بهذه الطريقة تضمن محاكمة عادلة للمعتقلين على خلفية أحداث مخيم “اكديم ازيك” الشهير.

قبل أيام تسبب “معتوه” في أزمة مع نواكشوط، وخرج مزوار بثلج ثلاجة خارجيته ليبرد العلاقة الساخنة مع الجارة الجنوبية… اليوم “معتوه” أخر، نعلمه ونجهله في الآن نفسه يتسبب في أزمة قد يضطر معها من يدير الدولة لنقل كل ثلج القطن الشمالي إلى الصحراء قصد تبريد العلاقة مع الصحراويين… علاقة لا يمكن بتاتا تحسينها بهذه الطرق والأساليب المخزية والمهينة والبعيد كل البعد عن اللباقة والكياسة المطلوبة.

صدق الدكتور “عبد الرحيم بوعيدة” في أحد مقالاته سابقا حين قال أن الدولة المغربية وبتعاملها مع معتقلي “اكديم ازيك”، تكرر خطأها التاريخي والفادح في طريقة التعامل مع “الوالي مصطفى السيد” ورفاقه… والذي لا زالت الدولة المغربية تدفع ثمنه إلى اليوم، دون أن تقرر مراجعة حساباتها.

صدقونا أن هؤلاء المعتقلين الصحراويين “مجموعة اكديم ازيك”. هــــــــــم  أبرياء…
صدقونا أن هؤلاء المعتقلين هم أنفسهم من كان يحاورهم “العماري” و”جلموس”، و و و…
صدقونا أن هؤلاء المعتقلين منهم من تم إعتقاله قبل يوم الواقعة بــ”اكديم ازيك”…
صدقونا أن هؤلاء المعتقلين عجزت المحكمة العسكرية عن إثبات إدانتهم بالأدلة…
صدقونا أن هؤلاء المعتقلين لم تجني الدولة من إعتقالهم سوى الخيبات والنكسات الدولية…


في الختام يمكننا القول أن الكثير من الحسابات قد اختلطت، واختلط معها الحابل بالنابل… لكن وبدورنا لا يمكننا سوى رفع القليل من النصائح إلى من يهمه الأمر قبل جولة المحاكمة الجديدة لعله يعالج ويصلح أخطائه الصبيانية التي إرتكبها.

1| فصل عائلات المعتقلين عن أمثال “مول الفردي” بمسافة لا تقل عن 50 متر.
2| الإبتعاد عن إظهار الحقد الدفين إتجاه أولئك النسوة.
3| التحلي بالقليل من الدبلوماسية والمساواة بين عائلات الضحايا والمعتقلين. فالمعتقل بريء حتى تثبت إدانته.
4| توفير الحماية للجميع من ظاهرة “لكريساج” التي تنخر محيط المحكمة.


فمن يريد الصحراء عليه إحترام الصحراويين بكافة توجهاتهم… وتغليب منطق العقل على الأفعال الصبيانية التي وبالتأكيد لن تزيد الهوة بين الدولة والصحراويين سوى إتساعا….


شاهد أيضا