رأي الداخلة نيوز
كم هي أشياء غريبة أصبحنا نشاهدها بين الفينة والأخرى وبدرجة مخيفة كثيرا. أشياء توحي لنا بأن الصراع أصبح يأخذ منحى غير طبيعي، وأصبح يتجه نحو مطبات ليست كالتي واجهتنا في الماضي. أكيد أن البعض منكم فهم، والبعض الأخر لم يفهم بعد عما نتكلم.
مناسبة هذا الكلام وهذه المقدمة الغامضة التي لم تتعودون عليها في الداخلة نيوز، هو اللقاء الأخير على قناة فرانسا24، حيث شاهد العالم المستوى البئيس والكئيب الذي ظهرت به “عائشة الرحال”. والتي تفتقد لأبسط مقومات الظهور في بلاطو قناة محترمة بحجم فرنسا24، وبرامج يشاهده الملايين بحجم “وجها لوجه”، والكارثة الكبرى التي كشفت عيوب الضيفة، حنكة وتمرس ودهاء محاورها “ابي بشرايا البشير”.
فأولا وقبل كل شيء “عائشة الرحال” لا تتحمل المسؤولية لوحدها في الظهور المرير، بل هي فقط ضحية لسياسة دولة، ومنظومة إعلامية تروج الكثير من المغالطات التي لا تخدم المغرب من قريب أو بعيد، بل تضره بشكل كبير وهو الأمر الذي شاهده العالم يوم أمس. حيث ظهرت الضيفة بمستوى متدني، يثبت ما كانت تقوله الداخلة نيوز في وقت سابق، وخونها الكثيرون.
فماذا تتوقعون من “عائشة” أن تقول، وهي تقرأ وتسمع وترى في الإعلام الذي لا يكذب، أن 39 دولة في الإتحاد الإفريقي صادقة على عودة المغرب وتجميد عضوية “الجمهورية الصحراوية”. وهو الأمر الذي كذبه مراسل فرنسا24 “توفيق مجيد” في وقت سابق مؤكدا أن قرار عودة المغرب اتخذت بالإجماع وعضوية جبهة البوليساريو كدولة لم تناقش أبدا. وهو الشيء الذي أكده “حكيم باللطيفة” يوم أمس. لكن الغريب هو إصرار “عائشة الرحال” على تكذيب “توفيق” و”حكيم” والعالم معهما، لأنها تجزم، أن ما قرأته، وسمعته، وشاهدته، في إعلام بلدها هو بمثابة الوحي المنزل، ولا مجال للنقاش فيه.
أشياء كثيرة تحدث وليست سليمة، أردنا دائما الحديث عنها لكن أصابنا الخوف من أن يفهم كلامنا بالخطأ، خصوصا في ظل وجود سرب كبير ممن يمتهنون التخوين، يتصدرون المشهد لأنهم يجيدون قول كلمة واحدة “العام زين”. لكن اعلموا أن هذه السياسة لا تقود إلا إلى الهاوية. فالتفتوا صوب أولئك المعطلين، الذين تمرسوا بالجامعات، ودرسوا لسنوات، وقرؤوا الكتب. وتأكدوا أنكم ستستفيدون منهم كثيرا. لكن بشرط التخلص من حاجر عدم الثقة الذي يقف بينكم وبينهم…
فالسياسية المنتهجة من دواليب الحكم في البلاد باتت مجبرة اليوم في تبني ‘القطيعة’ مع منح صكوك المرافعة في قضية الصحراء لأشخاص أبانوا عن عجزهم، بل أنهم اصبحوا عبئ ثقيل على سياسة الدولة، في الوقت الذي تتبنى فيه أجهزة الدولة سياسة الدبلوماسية الموازية التي من شأنها رسم ‘التخريجة’ المناسبة للنزاع لدى الأطراف المقابلة، وهو المبتغى المنشود الذي يتمناه العالم باسره منذ بداية هذا النزاع و الذي بات اليوم على مفترق طرق ومنعرجات خطيرة، يتحتم على الدولة تقديم تنازلات من خلال منح الثقة في المرافعة للمعنيين بالنزاع الذين يتمتعون بوعي سياسي وأكاديمي عالي، بعيدا عن أولئك الذين عهدوا الترويج للغة الخشب، وهو ما وقعت فيها السيدة “عائشة” حين نقلت على سجيتها ما كان يدور بكواليس الاعلام الرسمي وخرجات السياسيين لتضعها أمام ملايين المشاهدين لتكون الكلفة عالية على الجميع.
من جهة ثانية قد يتساءل البعض كيف يتم اعطاء الضوء الاخضر لأشخاص غير متمرسين بمناظرات في وسائل اعلام دولية يشاهدها الملايين تعالج قضايا مصيرية، كــ«قضية الصحراء»، في حين أننا لم نشاهد يوما مقابلة في وسائل اعلامنا ذات مصداقية تعالج قضية الصحراء من منظور لنقول شبه حيادي يزرع اواصل الثقة في المشاهد ويخلق محاورين ذات شأن عالي كما هو الحال لممثل جبهة البوليساريو “ابي بشرايا البشير” والذي ابان عن حنكة وتجربة عالية، يتوجب معها إعادة النظر في الكيفية التي تتعامل معها الدولة مع القضية على كافة المستويات.
لا نريد الغوص أكثر.. في هذا الواقع المرير، لأن قلوبنا تعتصر حسره…
لا نريد الغوص أكثر.. لأن أقلامنا تتمرد على الكتاب…
لا نريد الغوص أكثر.. لأن أفكارنا تتشتت داخل أدمغتنا…
لا نريد الغوص أكثر.. لأن لا أحد يريد السماع لنا…
لا نريد الغوص أكثر.. لان تهمة الخيانة لا زالت تحدق بنا…