رأي الداخلة نيوز
حربائي بعلامة عشر على عشر، يجيد التسلق على معاناة شعبه… هكذا وصف أحدهم “عبد الإله بنكيران” رئيس حكومة تصريف الأعمال، والمكلف بتشكيل الحكومة الجديدة…
رجل كل ما اشتد عليه الخناق، بدأ يهدد المخزن بطريقته الخاصة… هكذا وصف أخر السيد الرئيس…
مناسبة ذكر هذه الأوصاف، هي الكلمة الأخيرة لرئيس الحكومة أمام “منتدى البرلمان الدولي الثاني للعدالة الإجتماعية” المنعقد بمجلس المستشارين يوم أمس، حيث بدأ الرجل “يخرج ويدخل فالهضرة” بشكل لا يمكن وصفه سوى بالمثل الحساني القائل “اتفركيست الميت”.
“بنكيران” ولو أن المناسبة تعطيه حق الحديث عن واقع الشعب، والهوة الكبيرة بين الطبقات الإجتماعية بالمغرب، إلا أنه من غير الطبيعي أن تكون كلمة السيد الرئيس المحترم بذلك الشكل، الذي يشبه كثيرا طريقة كلام الزعيم الإستقلالي “حميد شباط”… ويبدو أن “بنكيران” وبشكل غير مباشر، أصبح يرسل الرسائل المشفرة نحو “اخنوش” ولسان حاله يقول “الحر بالغمزة…”.
فإلى أين تتجه السياسة في بلدنا..؟؟
وهل أصبحنا على أبواب حرب مفتوحة وواضحة، بين الأحزاب “الوطنية” و”الإدارية”..؟؟
كل هذا لا يهمنا في شيء بصراحة، ولن نجيب عنه كذلك… لكن في المقابل تأكدوا أننا لن نصمت بعد اليوم عن رئيس الحكومة الذي، يقول القول وينقضه… فكيف لنا أن نثق بك سيدي الرئيس..؟؟ ونحن الذين شاهدنا طيلة فترة توليك رئاسة الحكومة، كيف تحتج جميع الطبقات الإجتماعية بالمغرب، من أساتذة متدربين، إلى الموظفين، إلى المعطلين، إلى….. ولم تحرك ساكنا، بل الأدهى والأمر، أنك واجهة كل ذلك الحراك الإحتجاجي بضحكتك المعهودة التي فيها الكثير من الإستهزاء والسخرية… وهل افتقادك اليوم لتلك الضحكة “الجميلة” هو بسبب قرب إنتهاء شهر العسل بينك والمخزن..؟؟ الذي برع وبطريقته الخاصة في استعمالك… ليقول لك اليوم عذرا فأنت منتهي الصلاحية…
صدقني سيدي الرئيس أننا نقولها وبصراحة، نملك الثقة اليوم في المخزن أكثر من سيادتكم “الموقرة”… صدقني سيدي الرئيس أنك تسلقت في ذات يوم على ظهر إحتجاجات حركة 20 فبراير. فعلى ماذا ستتسلق اليوم… صدقني سيدي الرئيس أن فضيحة محضر 20يوليوز ستلاحقك إلى النهاية… صدقني سيدي الرئيس أن الفرصة قد أتيحت لك، وكررت نفس خطأ “الإشتراكيين” ذات يوم. لتكون النتيجة كما ترى… صدقني سيدي الرئيس أن المخزن لن يجد أي صعوبة في التخلص منك، كما لم يجد أي صعوبة في استعمالك ذات يوم…
صدقني من جديد أن البيت الشعري “إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر” لن ينفعك… صدقني كذلك أن كل قصيدة “أبو القاسم” لو قرأتها من الألف إلى الياء، لن تنفعك… صدقني “بنكيران” أن حبل الود بينك وفقراء هذا البلد قد إنقطع… صدقني أن كل هذا بسبب أفعالك وأعمالك لا غير…
دعني أخصص فقرة من هذا الرأي للصحراء وصحراوة، كي أذكرك بالقليل مما فعلته بهم… فأنت من قطع أرزاق فلذات أكبادهم، والرازق الله… وأنت من قمت بشن حرب على التوظيف المباشر الذي كان مجرد نافذة ينظر من خلالها هؤلاء إلى مستقبل أفضل وأحسن… وأنت الذي قال الصحراء ليس لها أي وضع تاريخي خاص، وليست إستثناء…
فعلم يا سيدي الرئيس أن حيلك أصبحت مكشوفة… وعلم يا سيدي الرئيس أن التاريخ لا يرحم… وعلم يا سيدي الرئيس أن موقفك من “شباط” وحزبه قد كشف حقيقتك… وعلم يا سيدي الرئيس أن نهايتك في العمل السياسي قد إقتربت…